العيادة المتعددة الخدمات بعين الشيح يحتاج المريض بالداء السكري الى عناية خاصة، ما استدعى وزارة الصحة في الجزائر الى فتح مراكز خاصة وطنيا من شأنها المساهمة في التكفل الأحسن لهاته الفئة حيث تبلغ عدد المراكز اليوم 20 مركزا على المستوى الوطني، من بينها مركز متابعة المرضى المصابين بداء السكري بالجلفة الواقع بعيادة عين الشيح التي تم تدشينه العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري من طرف السلطات تحت إشراف وزارة الصحة و كذا مخابر " نوفو نورديسك Novo Nordisk " وكانت "للجلفة انفو" زيارة ميدانية للمركز حاولنا من خلالها التعرف أكثر على أهداف المركز وعمله . تم الانطلاق في عمل المركز خلال تنظيم القرية المتنقلة الخاصة بداء السكري العام الفارط، وقد تم تجهيزه بأجهزة متطورة للفحص والتحليل الدقيق ، حيث كان قد وعد ممثل المخبر آنذاك في لقاءنا معه الى السعي في مساهمة المخبر بالتكفل الأحسن لداء السكري وهذا بالتنسيق مع وزارة الصحة . من جانب آخر، وخلال زيارة "الجلفة انفو" لمركز متابعة المرضى المصابين بداء السكري بالجلفة كان لقاءنا مع الدكتور " قيت" الطبيب الرئيسي بالمركز وهو من بين الأطباء الذين تلقو تكوينا خاصا بعلاج الداء السكري وله خبرة ميدانية في هذا المجال محليا، حيث شرح لنا آليات العمل الذي يتبعها المركز ، إذ يتوفر على 3 أطباء عامون و طبيبين في طب العيون وأخصائية نفسانية و مخبريتين وكذا طاقم شبه طبي، كما أكد الدكتور أن مرض السكري يحتل المراتب الأولى في العالم ففي سنة 1995 تم تشخيص 152 مليون مصاب ويتوقع الخبراء تضاعف العدد في 2025 وأن هناك حوالي 85 بالمائة متواجدة بالدول السائرة في طريق النمو كما أن للداء نمطين النمط 01 و 02 وحسب الدكتور "قيت " فإن النمط 02 هو الأكثر إنتشاراً بين الناس . وتعد الشراكة الوزارية مع المخبر الأولى إفريقياً، كما أن كلا الطرفين يسعون إلى وضع قاعدة بيانات وطنية تدرج في القائمة العالمية بتشخيص ومتابعة مدى تطور المرض ومدى التحسن. وعن عمل المركز، يقول الدكتور "قيت" أنه يتوفر على كل المستلزمات الطبية والمخبرية ، حيث ما إن يتم التحقق من الإصابة لدى المريض يوجه حينها الى الطبيب ليقدم له بروتكول علاجي يوافق حالته، كما يوفر المركز للمريض الرعاية النفسية إن تطلب الأمر وفي هذا السياق تقول الأخصائية النفسانية للمركز " طيبي مريم" أنها تتابع حوالي 107 حالة لحد الساعة من كلى الجنسين ومن بينهم طفلين ، وأن أغلبهم يعانون من القلق والاكتئاب كما تساهم النفسانية بالتنسيق مع الفريق الطبي في أيام إعلامية للمرضى يشرح لهم ماهية الداء وكيفية التعامل مع الرياضة والأنظمة الغذائية كل حسب حالته . ويؤكد الطبيب قيت، أنه في إطار المتابعة واحتواء المرض عبر الوطن يدرج بعض المرضى وبموافقتهم في البرنامج الوطني بدارسة حالتهم حيث يدرج كل طبيب 80 حالة في قاعدة البيانات الوطنية يتابعون مدة 3 أشهر يمكن للمريض خلالها أن يجد الرعاية عبر ولايات الوطن في المراكز العشرون. وحاليا، يتكفل مركز "عين الشيح" بحوالي 900 حالة مريض بالسكري، وقد تم دراسة حوالي 620 حالة سريرية وبيولوجية حسب ما صرح به الدكتور "قيت " حول الكشف عن مدى تطور أو تحسن حالة المرضى حيث أكد أن حالتهم في تحسن مستمر وأن الطاقم الطبي نجح في التكفل بهم خاصة من الناحية البيولوجية للتحكم أحسن بالمرض . وقد نوّه الدكتور في حديثه، على أهمية المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى خاصة وانه لحد الساعة قد ساهم في الحد من المرض ونشر الوعي خاصة في مجال التربية الصحية والعلاجية معتبرا أن داء السكري ظاهرة مرضية ليست بالجديدة بالجلفة وأن هناك الكثير محليا من ساهموا بحملات توعوية وقوافل صحية سابقاً أمثال الدكتور "طوير علي" والسيد "مبخوتي معمر".