تعتبر ولاية الجلفة ذات طابع فلاحي رعوي...و مركز مهم لتربية وتصدير الماشية بالمنطقة السهبية ، ومصدر رزق لفئة من سكانها ... وحسب أحدث التقديرات فان عدد الأغنام يتراوح مابين مليونين ومليونين وثلاثمئة ألف رأس وتعد الأراضي الرعوية المتدهورة الفسيحة موقع صراعا لها...هذا وتعرف المدن الكبيرة للولاية ناهيك عن القرى الصغيرة بإيواء وتربية المواشي داخل حظائر تزداد يوما بعد آخر يصل تعدادها إلى مئات الحظائر. سابقاً كان الأمر مقبولا ومستحسنا بالرغم مما ينجر عنه من مآسي حقيقية كانبعاث الروائح الكريهة ومأوى للحشرات الخطيرة بأنواعها... لكن أضحت المساحات الشاغرة والشعاب داخل المحيطات العمرانية المختلفة ساحة لفضلاتها ، و قد أقيمت لها داخل الإحياء السكانية أسواق لها ...كما الحال في بلدية مسعد وهي كبرى مدن الولاية التي تحتضن سوقاً يومياً ، وكذا في عاصمة الولاية التي تتفشى وتتنامى هذه الظاهرة إضافة إلى ما ينتج عنه من مخاطر جمة على الصحة العمومية لم يأبه بها المسؤولين المحليين لحصرها والسعي للقضاء عليها. وفي الوقت الذي تسجل فيه الولاية أرقاما قياسية بالإصابة بداء الليشمانيوز والحمى المالطية...فقد صدر القرار البلدي للمواشي الذي يحمل رقم 113 الصادر بتاريخ جانفي 2001 يتضمن المنع التام من تربية المواشي داخل المحيط العمراني مع امكانية رفع دعوى قضائية ضد أي شخص يقوم بتربية المواشي داخل المحيط العمراني... ولكن ما يحدث خاصة في الآونة الأخيرة يعاكس تماما هذا القرار ويضربه عرض الحائط لأسباب تبقى مجهولة، لتبقى في الأخير هذه الظاهرة تتنامى بشكل رهيب خاصة في عاصمة الولاية وبالضبط في الجهة الشمالية مما يبقى حياة المواطنين في يد فئة من الموالين الذين لاهم لهم سوى اكتساب أكبر عدد من رؤوس الماشية.