تمكنت الرؤية الحقيقية المؤسسة على تجديد حقيقي في الجزائر من فرض منطقها لتأتي على رأس وزارة الثقافة بكاتب وشاعر من المفروض أنه يعي جيدا المعاني العميقة لمهام الثقافة ولمكانة المثقف في الجزائر، باعتبار أنه من الأسماء التي تخدم الثقافة وتعرف مكنوناتها، فالشاعر عز الدين ميهوبي من الذين عملوا طويلا في أجواء الثقافة بكل تمظهراتها، سواء حين كان على رأس اتحاد الكتاب الجزائريين، أو حين ولج إلى عوالم المكتبة الوطنية، أو في مهامه الأخيرة في المجلس الأعلى للغة العربية، وكان له تأثير إيجابي بقي راسخا في ذاكرة كل من تعامل معه. ويعتبر الكاتب والشاعر عز الدين ميهوبي من الأسماء الوطنية والعربية وحتى الدولية التي تتفاعل بشكل هام في المجال الأدبي والمؤسساتي معا، باعتباره ممن تبنوا العمل الإداري والتسيير مبكرا، له مؤلفات شعرية عديدة، كما كتب في عدة مجالات أخرى، وعمق تجربته في الكتابة السينمائية وخاض تجارب عديدة في الكتابة الأدبية في مجمل حقولها. وبهذا التغيير الوزاري الذي لمس قطاعا هاما ككقطاع الثقافة، ولمس أجواء صعبة في وزارة الثقافة، ستكون المهمة ثقيلة وثقيلة جدا، فهل على المثقف الآن، أن يوقظ أحلامه لهذا الصباح الجديد وهو متفائل بهذا الوجه الواعي بضرورات التغيير الإيجابي في أجهزة ومؤسسات وزارة الثقافة في العاصمة وكذلك على مستوى المؤسسات الممثلة لها في كل التراب الوطني، رغم أن الوزيرة السابقة كانت فعلا –حسب بعض المصادر- على دراية بهذا الواقع لكن المرحلة التي ولجت أجواءها لم تكن مناسبة، وهي المرحلة نفسها التي سيلجها الكاتب والشاعر عز الدين ميهوبي وهو يحمل حقيبة مليئة بالأفكار والمهام الصعبة. فهل على المثقف الآن أن يستيقظ على صباح جديد ومتجدد؟ فلأول مرة يكون أحد المثقفين ممثلا كوزير لشريحة كبيرة في الجزائر يعرف ما لها وما عليها، بل يعرف أدق التفاصيل في حياتهم اليومية، وهل عليهم فعلا أن يستيقظوا على صباح جديد محملا بآمالهم التي أضحت أثقالا وهموما تؤرقهم كلما مارسوا إنسانيتهم؟ وهل على المثقف الآن أن يتلمس مكانه بعد أن غاب عنه طويلا، واستعمرته وجوه حرقت ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، أم أنه مجرد تفاؤل، أو حلم سيستمر طويلا؟؟