كشف أمس الطرف الجزائري عن الاتفاقية المبرمة بين الحكومتين الجزائرية والكوبية حول تسيير المستشفيات الكوبية السبعة لطب العيون، والتي ستدخل حيز التنفيذ في القريب العاجل، حيث ستمكن المرضى من العلاج المجاني وإمكانية التعويض عن طريق صندوق الضمان الاجتماعي وذلك بعد إسناد التسيير للحكومة الجزائرية مع الاحتفاظ بالطاقم الطبي لدولة كوبا. يدخل هذا الإجراء بعد الاتفاقية التي أبرمت بين الحكومتين الجزائرية والكوبية حول تسيير المستشفيات الكوبية السبعة لطب العيون.، وهذا بعد الجدل الحاد الذي صاحب عملية الكشف التي يقوم بها الطاقم الطبي لدولة كوبا بالمستشفى المذكور سيما غلاء تكاليف الفحوصات وعدم تعويضها من طرف صندوق الضمان الاجتماعي رغم خضوع المستشفى للقوانين الجزائرية، وهذا ما وقف علية وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي "الطيب لوح" في زيارته السنة الفارطة لولاية الجلفة، حيث انتهز فرصة وجوده بمستشفى الصداقة الكوبي الجزائري ليطلب من إدارته الاتصال في أقرب الآجال بالوزارة بغية تحديد الأسعار المعتمدة بالنسبة للفحوصات والعمليات الجراحية لعقد اتفاقية بين الدولتين الجزائرية والكوبية ليتسنى للمرضى الذين يقصدون المستشفى الاستفادة من التعويضات التي يكفلها لهم صندوق الضمان الاجتماعي الجزائري خصوصا المرضى الذين يتطلب نقلهم إلى بعض المستشفيات الأوربية لتلقي بعض العلاجات الدقيقة غير المتوفرة بالمستشفى المذكور، وهو الشيء الذي استبشر له الحضور بعد علامات الاستفهام التي حيرت كل من يقصد المستشفى والذي مازال لم يعتمد صيغة التعويض عن طريق الضمان الاجتماعي. وقد نصت الاتفاقية على مجانية العلاج وجعل مستشفى طب العيون الصداقة الكوبي الجزائري بولاية الجلفة نموذجا لتطبيق الاتفاقية في انتظار تعميمها على المستشفيات الأخرى والمتواجدة بكل من ولايات بشار، ورقلة، الوادي تمنراست، سطيف، تلمسان. وتعتبر فكرة بناء المستشفيات الكوبية بالجزائر ثمار العلاقات الجزائرية الكوبية بعد الزيارة التي قام بها وزير الصحة الكوبي إلى الجزائر في سنة 2005 ولقائه بالرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة"، حيث برمجت سبع مستشفيات على المستوى الوطني خاصة بطب العيون بطاقم طبي كوبي ويد عاملة جزائرية، وقد بلغت تكلفة أنجاز مستشفى الجلفة لوحده حوالي 20 مليون دولار، وزود بأجهزة حديثة ومتطورة، تم استعمالها من طرف 10 أطباء أخصائيين في طب العيون من دولة كوبا، بمساعدة 11 عاملا يمثلون الطاقم الطبي من نفس الدولة، ويعتبر المستشفى المذكور تحفة معمارية مميزة، تم انجازها من طرف مقاولة" جواف" بالجلفة، وقد حظيت بزيارة عدة شخصيات دبلوماسية وحكومية ك سفير كوبابالجزائر ووزير الصحة. يذكر أن اختيار ولاية الجلفة من بين ولايات الوطن لإنجاز هذا المشروع جاء نتيجة انتشار أمراض العيون بصورة كبيرة بسبب الزوابع الرملية والظروف المناخية للمنطقة والتي جعلت وزارة الصحة تصنف الجلفة من الولايات الأكثر تضررا. وقد ذكر الجانب الكوبي الممثل في وزير الصحة "خوسي رامون بلاقيركابريرا" أثناء الافتتاح الرسمي للمستشفى بالجلفة أن التعاون الجزائري الكوبي سيمتد إلى مجالات تقسيم وصناعة الدم وكذا صناعة اللقاح والأمصال وأن هناك اختصاصيين في هذا المجال من البلدين يقودون نقاشات في هذا الأمر