هاهي البيت قبل أن تفتح أبوابها أزعجت الكثير من الناس، كان يجب أن تُؤسس منذ مدة، و بالأخص في هذه المكان الطاهر من الجزائر والذي عرف فقرا مُدقعا وتجاهلا مفتعلا، و عانى من ويلات الاستدمار وماحمله من حروب وإبادة وإهمال. هذا المسار لا بد منه، لأن الشعوب التي تطورت، هي الشعوب المحترمة، هي التي عرفت كيف تنظم نفسها في إطار إجتماعي، تنظيمي صحيح، فكل فكرة أو حركة، أو حتى بادرة يجب أن تكون لها مؤسساتها وجمعياتها والتي تنشط في عز النهار على مرئى و مسمع من الكل. أهدافنا واضحة و طموحاتنا مشروعة يتبناها الجميع، وعلى هذا فإن نشاطنا لا يمكن أن يُحرج أحدا، بل على العكس يدعو الى التشجيع والاقتداء، لإن بيتنا من زجاج شفاف و ليس لدينا ما نخفيه، فمنذ الإعلان عن ميلاد المؤسسة والتي إتخذت من العاصمة (القبة) مقرا لها لبعدها الوطني في تواجدها واهتماماتها ونشاطها، خرصت تلك الأفواه المشككة. إننا لانريد الإستحواذ على التاريخ بل نريد التحرر من الطوق الضيق و الصورة السلبية التي فرضت علينا، والرقي إلى مكانتنا الحقيقية و التاريخية، و الحمد لله ليست لنا عقدة إنتماء في ذلك، و الدليل أن أولادنا يعرفون سلسلة نسبهم منذ الصغر. إن تاريخنا وماضينا المجيد و ذاكرتنا دائما هي محل إهتمامنا ، و لهذا فإن مشروعنا مفيد من عدة أوجه. لدينا رؤية موحدة للجزائر، و نود أن نعيش معا الملحمة الوطنية المتجسدة في مشروع مؤسسة سيدي نائل بكل فخر. و إن إختيارنا الخيمة كرمز ومنبر هو تأسّيا بخيمة سيدي نائل الوافرة واقتداء بسيرته، بعيدا عن عمل المكاتب الضيق. وعلى صعيد آخر عندما نتكلم عن مضمون المؤسسة (ماذا بعد هذه الواجهة ؟ ..) فإن محتواها - شئنا أم أبينا - منتظر بشدة وبشغف ... فالتاريخ الوطني الذي نتطلع اليه بقوة مملوء ببطولات أولاد نايل المشرفة والتي يجب الاعتراف بصفتها الإيجابية من خلال مقاوماتهم وانتفاضاتهم المتعددة ضد الغزاة، وذلك بدءا بالتنديد بالمخططات الهدامة للمستدمر وحملاته الدائبة المشوهة لهذا الشعب المعتز والجموح. لقد غبطنا عندما رأينا أفواجا من الشباب العشريني و الثلاثيني يتفاعلون مع فكرة المؤسسة، و كثير منهم يكتبون و ينشئون صفحات على النت، حتى أن هناك نقاشا فُتح حول إنشاء قناة تلفزيونية لسيدي نائل و جريدة، بل منهم من ذهب الى إقتراح أفلام وثائقية تاريخية تُميط اللثام عن هذا التاريخ الناصع. إننا حينما نتكلم عن هذا الموضوع فإننا نتكلم عن جزء كبير من تاريخ الجزائر وهو تاريخ (بر سيدي نائل). ماعلينا الآن سوى أن نفكّر بعمق في المحتوى لنقدم لجزائر الغد فضاء نوعيا، ومساحة وافرة من الحرية، لتكونان همزة وصل للأجيال القادمة تسمح لهم بالتطور في إطار من الايمان، والنزاهة، والتضامن والتعاون... تلك هي صفات و خصال "سيدي محمد بن عبد الله " (سيدي نائل). (*) عن مؤسسة سيدي نايل