عاشت جاليتنا الجزائرية المقيمة في قطر برفقة رواد الخيمة الخضراء التي ينظمها مركز أصدقاء البيئة برعاية شركة قطر للبترول خلال شهر رمضان المبارك ليلة متميزة ، وذلك تحت شعار: «جزائر قوية بأبنائها وجالية وفية لأمجادها»، وتميزت الأمسية بالحضور القوي لأفراد الجالية خاصة النساء والأطفال الذين انتشروا في أركان الخيمة مرتدين الزي الجزائري الأصيل وملوحين بأعلام الجزائر، تعبيرا منهم عن مساهمة الثقافة الجزائرية في تخليد احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية. وقد حفلت الأمسية التي حضرها الأكحل عمار القائم بأعمال السفارة الجزائريةبالدوحة بعروض تاريخية وأدبية وفنية، تطرقت لصفحات من تاريخ الجهاد الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، وقدم أبناء الجالية نماذج عديدة لثقافة وأدب الجزائر وكفاحها ضد المستعمر، كما أكدت مدى تمسك الشعب الجزائري بدينه وهويته ولغته، رغما عن كل الحملات والضغوط، كما تم التركيز على غنى وتنوع وتميز الثقافة الجزائرية وفنونها المختلفة. الأمسية الثامنة التي أدارها الدكتور محمد سالم عامر منسق برامج الخيمة الخضراء و افتتحها بكلمة ترحيبية من الدكتور سيف علي الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة، حيا فيها الجالية الجزائرية على حضورها القوي والمتنوع، وقال إننا كلنا كعرب إخوة أشقاء، نشترك في المكان وفي المصير، وأكد الحجري أن للجزائر تاريخها ومكانتها، خاصة في الجهاد والنضال ضد المستعمر الغاشم، وهي تعرف ببلد المليون ونصف المليون شهيد، مهنئا الشعب الجزائري بتمسكه بإسلامه وتاريخه وعروبته. وفى سياق العلاقات القطرية الجزائرية المتطورة، توجه الدكتور الحجري باسم جميع المشاركين في الأمسية بوافر الشكر والامتنان لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لما يقوم به سموه من مساع خيرة لوحدة الأمة وتماسكها، لتصبح أمة قوية عزيزة منتصرة. وأشار إلى أن الأمة العربية والإسلامية لديها منهج رباني لا مثيل له، وهى في حال تمسكها به كفيلة أن تسود كما سادت من قبل، داعيا إلى تنشئة الأبناء على هذا النهج الرباني والاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في جميع أقوالنا وأفعالنا. واستعرض الدكتور الحجري جانباً من ذكرياته مع الجزائر، حيث أسهم كشاب قطري في زراعة شجرة بإحدى الجامعات الجزائرية بمناسبة تجمع للشباب هناك، وقال إنه يسعد كلما ذهب للجزائر بزيارة تلك الشجرة التي كبرت وتحول المكان إلى غابة خضراء، في دلالة على تجسيد عمق الترابط والتلاحم بين الشعوب العربية.. وقال الأستاذ تقية الحواس إن اللغة العربية ظلت راسخة في الجزائر رغم محاربة الاستعمار لها والعمل على طمسها، وقال إنها لغة الإعلام والعلم والعلماء، ومنهم عبد الحميد بن باديس، وله عدة إصدارات باللغة العربية، وتلك التي تدعو للفكر الإصلاحي، ليستمر هذا النهج حتى فترة الحركة الوطنية الجزائرية التي دعت للاستقلال، ويؤكد ميثاقها على أن اللغة العربية هي لغة الشعب الجزائري لتجدد جبهة التحرير بعد ذلك تمسكها باللغة العربية. يذكر أن برنامج الأمسيات الثقافية الذي تنظمه الخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة بدأ في 15 من هذا الشهر بدعم من شركة قطر للبترول، واستهل فعالياته باستضافة الجالية المصرية، ثم الفلسطينية، تلتها السودانية، فالجالية الموريتانية، ليستضيف في محطته الخامسة الجالية السورية، وتخصيص الأمسية السابعة للقدس الشريف، والثامنة لندوة حول «أهمية التراث في حياة الشعوب»، ومن المقرر أن تستضيف الخيمة الخضراء غداً الأحد الجالية اليمنية، لتختتم برنامجها يوم الاثنين المقبل باستضافة الجالية المغربية.