استضاف المركز الثقافي الإسلامي الأستاذ المفتش العام بوزارة التربية بونوة أحمد رفقة الكاتب والناقد عبد الرحمن النوري في محاضرة تختص بموروث الشيخ أحمد الصغير صادقي الذي ترك أثرا مهما بين أبناء المنطقة ورجالاتها وبين محبيه ومريديه والتابعين لسيرته التي كانت تخدم العربية وعلومها والدين وما يرتبط به من قيم وأخلاق وغير ذلك، فكانت محاضرة الباحثين تصب في عمل الشيخ ودراسته وما أنتجه من أجيال حفظت له القيمة الرفعية في قلوبهم، كما قدّم حفيد العالم الأستاذ صادقي الشيخ كلمة حول نتاج وأعمال ومواقف الشيخ أحمد الصغير صادقي تبين أهميته المعرفية والدينية والتثقيفية في منطقة الزعفران على الخصوص وفي ولاية الجلفة على العموم... وقد تحلق حول المحاضرة العديد من المتابعين والمحبين للشيخ ولسيرة الرجال الأوفياء الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود وهو توحيده جل وعلا، ولقد كانت مداخلات الكثير تصب في أهمية هذه الندوات وقيمتها التوعية بالتراث مما أدرك البعض الخيارات اللازمة والمقترحات المهمة في مجال خدمة العلم والعلماء حيث حثوا على تجديد مثل هذه النشاطات ودوامها بالمركز الثقافي الإسلامي وطلبوا تأليف كتب أو روايات تحكي مواقف العلماء بمنطقة الجلفة، ومنهم من اقترح إنجاز مواقع إلكترونية ومنتديات لتبادل الخبرات والآراء حول أفضل السبل للوصول إلى منجز تاريخي في المنطقة... هذا ويعتبر الشيخ أحمد الصغير صادقي من مواليد 1907م ببلدية الزعفران ولاية الجلفة، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد الرحمان خالدي في زاوية جدّه، والشيخ أحمد الكبير بوادي القصب بالزعفران ومبادئ علوم الدين على يد جدّه شيخ الزاوية، التحق بزاوية الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي سنة 1922م فتزوّد من ثمارها حيث أتقن علوم القرآن الكريم ونبغ في العلوم الدينية من فقه وتفسير وحديث، وتضلع في علوم اللغة العربية على يد شيخ الزاوية محمد بن أبي القاسم الهاملي وعلى الشيخين بن عزوز والمكي، ثم عاد إلى مسقط رأسه سنة 1925م وقصد زاوية جدّه بوادي القصب وشرع في تدريس الفقه الإسلامي إلى حين اندلاع الثورة التحريرية وشارك فيها مشاركة فعالة، وفي سنة 1960م تولى الإمامة بمسجد الزعفران وتصدر للتدريس فأقبل عليه طلاب العلم فأفاد وأجاد، وكانت له صلة صداقة ومحبة قوية بالمربي الكبير شيخ زاوية الغيشة بن امحمد بن عطية حيث كان لا يغفل عن زيارته كلما سنحت له الفرصة... وكان الإمام الجليل علامة عصره وإمام وقته له اليد الباسطة في المذهب المالكي، ومن صفاته الزهد والورع والحياء والجود والكرم، وكان فوق هذا خفيف الظل لا يمل الناس حديثه مهما طال وقد شيّع جنازته إلى جانب العلماء والأئمة والأعيان خلق لا يحصون، ودفن بمقبرة وادي القصب بالزعفران، وكانت وفاته يوم الأربعاء 19 رمضان 1419ه الموافق لسنة 1999م وقد رثاه تلميذه الشيخ مصطفى شحطة بمقطوعة غرّاء كان لها وقع مثير في نفوس الحاضرين نقتطف منها: أيا أحمد قد أتاك اليقين فبشرت لحظة يوم السفر فناداك ربّك في العالمين نداء لعبد صبور شكر فلبيت ذاك الندا بيقين لتسكن جنته ونهر