واصل الورقليون تفاعلهم مع صالون الاتصال في يومه الأخير، حيث حضي بالكثير من الاهتمام من طرف الجمهور في عاصمة الجنوب الشرقي، هذا ما أثلج صدور العارضين المشاركين الذين أبدوا حرصهم على تكريس مبدأ حق المواطن في الإعلام، واغتنام فرصة التقابل والتقاطع مع الجمهور المتلقي لمغازلته بالاستماع لانشغالاته والالتزام بالعمل على تجسيدها، وإن كان الصالون عرف نقائصا -كما أكده البعض- إلى أن النجاح في تنظيمه في طبعات متوالية ومتواصلة على مدار شهر واحد يعد في حد ذاته تحدي حقيقي. عتبر المشرفون على تنظيم فعاليات هذا الصالون، أنه لم يكن سهلا ضبط أجندة تنظيم الصالونات الجهوية التي انطلقت من الباهية وهران في بداية الشهر الجاري، مرورا بقسنطينة وبشار ثم ورقلة في ظرف قياسي لا يتجاوز شهرا واحدا، خاصة ما تعلق بتوفير الإمكانيات واستقطاب عدد هائل من الزوار المتعطشين للوقوف على جوهر المشهد الإعلامي وعالم الاتصال، وذكروا في سياق متصل أن تجسيد انفتاح الصالون على المواطنين في الجزائر العميقة يعد تحدي حقيقي، وبلغة تفاؤلية قالوا إن هذه التظاهرة تمكنت من تكريس الإعلام الجواري، والتقرب من الجماهير وجميع الشرائح والفئات خاصة الطلبة الذين أبدوا اهتماما بكل تفاصيل المشهد الإعلامي. وبخصوص تأسف بعض المواطنين من انعدام كثافة تواجد المؤسسات الإعلامية، وعدم نزول استوديوهات التلفزيون المركزي بالعاصمة مثلما تجسد في طبعة سنة ,2008 أوضحوا أن ذلك الصالون نظم من طرف التلفزيون، وشارك فيه القطاع السمعي البصري بقوة إلى جانب الجرائد والإذاعات المحلية، من أجل ذلك واصلوا القول أن الصالون جاء بنكهة السمعي البصري. وخلص الوالي إلى القول أن كتابة الدولة للاتصال ستعكف على تقييم الصالونات المنظمة بهدف ترقيتها مستقبلا، ولم يخف أن صالون بشار سجل نجاحا محسوسا سواء تعلق الأمر بالعدد الهائل للزوار الذي استقبله أو التنظيم المحكم في عاصمة الساورة. ومن جهته، العيد بيسي المدير العام لجريدة الأحداث أكد بالكثير من التفاؤول أن تظاهرة الصالونات الجهوية المنظمة في كل من وهران وقسنطينة وبشاروورقلة، ومن المقرر أن تختتم بالعاصمة عشية الاحتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير، تمكنت من تكريس ثقافة حقيقية للانفتاح وتقريب نافذتي الإعلام والاتصال من شرائح المجتمع في أبعد نقطة من الوطن. واثنى بيسي، مدير جريدة ''الأحداث''، على التدفق الجماهيري الذي سجله صالون الاتصال الجاري تنظيمه، والجزائر تحتفي بالذكرى العشرين لميلاد تعدديتها الإعلامية، واعتبره فرصة جوهرية سمحت للمؤسسات الإعلامية بالإطلاع على رغبات المواطنين وملامسة انشغالاتهم والتقرب من اهتماماتهم، والأخذ بمقترحاتهم لتحسين أداء الجريدة ومردودها، لأن جريدة الأحداث أضاف مديرها يقول حريصة على احتضان صوت ورغبات الجمهور المتلقي. والتزم بيسي بمواصلة الإنفتاح على المواطنيين، لأن المجتمع -على حد تقديره- يتطور عبر نافذة المشهد الإعلامي بالتوعية والتحسيس و صناعة الأخبار ومحاولة التقرب من مشاكله والمشاركة في حلها عن طريق الإخطار عنها ومن ثم يسلط الضوء عليها من طرف الجهات الوصية. وتحرص شركة الطباعة بالجزائر التي انفتحت في صالون الاتصال على الجمهور الورقلي بجناح ثري ارتدى حلة جميلة، يضم آخر ما أنتجته من كتب وكل ما يتعلق بعالم الطباعة والنشر، على تكريس مبدأ حق المواطن في الإعلام، حسب ما أكده ممثلها محمد عكاشة عن طريق تعميم انشاء المطابع، والذي أفاد أن الأهداف المسطرة في هذا الصالون قد تجسدت بشكل محسوس، يتصدرها الأهداف الإشهارية التحسيسية بمنتوج ودور الشركة في عالم الطباعة والمشهد الإعلامي، خاصة وأنها تعيش على وقع كثافة تجسيد مشاريعها الاستثمارية وتنتهج مسار تصاعدي، وتفرض سيطرتها وتواجدها القوي في هذا السوق التنافسي سواء تعلق الأمر بسحب وطباعة الكتب والجرائد، إلى جانب اغتنام الفرصة للتقرب من المواطن عبر جزائرنا العميقة، والعمل على توسيع شبكة الطباعة عبر كامل التراب الوطني، وتفعيل وتنظيم وتوسيع وحدة توزيع الصحف بالشراكة مع الناشرين على اعتبار أن النقطة السوداء التي مازالت تشوه وجه المشهد الإعلامي المكتوب تنحصر في مجال التوزيع. واثنى محمد عكاشة على الصالون في قدرته على امتصاص تعطش الورقليين في ملامسة عيونهم للمشهد الإعلامي. يذكر أنه زار جناح جريدة ''الشعب'' في اليوم الأخير من فعاليات صالون الاتصال الذي يرفع شعار مهنية في الإعلام وفعالية في الاتصال محجوبي أحمد المولود سنة 1929 وشارك في الحرب العالمية الثانية والحرب الفيتنامية وفي الثورة الجزائرية في سبيل الله، كما قال حيث رفض منحة المجاهدين، وقال إنه زار عدة بلدان في العالم على غرار فرنسا وألمانيا والفيتنام وجميع ولايات الوطن، وذكر رغم تقدمه في السن أن هذا المعرض يعكس اهتمام السلطات بالمواطنين في الجزائر العميقة وجدناه موسوعة تاريخية محنك، يوصي الشباب بالتحلي بالكثير من الشجاعة والجدية والاجتهاد حتى يحافظون على استقرار وضمان سير عجلة التنمية. وما تجدر إليه الإشارة، فإنه نظمت جولة لفائدة أطفال مدارس تڤرت قادتهم إلى معرض الاتصال بورقلة، ووقفوا من خلالها عن قرب على ما وصفوه بالمشاهد المثيرة التي لم يكونوا يحلمون بها على غرار، تجهيزات استديوهات أجنحة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على جانب مقابلتهم الصحافيين وصانعي الحياة الإعلامية وعالم الاتصال، وكل جديد استحدث. ومن المقرر أن تختتم فعاليات الصالون الوطني للاتصال الذي تشرف عليه كتابة الدولة للاتصال ونظم من طرف الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والمحطات الجهوية للتلفزيون بالعاصمة الجزائر في تظاهرة أوسع تحتضنها أجنحة رياض الفتح يوم الثالث ماي الذي يتزامن مع الذكرى المزدوجة لليوم العالمي لحرية التعبير والذكرى العشرين لميلاد التعددية الإعلامية.