دعا مواطنو ورقلة الذين تدفقوا على معرض الإتصال في يومه الثاني بقوة وتعطش إلى توسيع هذه الفضاءات الجوارية بمشاركة اقوى للعارضين، لإستقبال اكبر عدد من المواطنيين في عاصمة الجنوب الشرقي، وترسيخها، لتكريس التواصل الفعلي مع الجمهور، الذي يجهل الكثير عن عالم الإتصال وما استجد فيه، ويتوق للتعرف على خطوات تشكل المشهد الإعلامي، والإحتكاك مع الإعلاميين في جميع المجالات، المكتوبة والمسموعة والمرئية، معتبريين مثل هذه التظاهرات إضافة حقيقية تثري ثقافة جميع الشرائح خاصة الطلبة والاطفال وفضاء حقيقيا يتنفس فيه، ويأتي حسبهم ليخرج سكان المنطقة، من العزلة نظرا لبعد مقرات المؤسسات الإعلامية الإستراتجية بمئات الكيلومترات. سجل معرض الإتصال الذي تحتضنه ولاية ورقلة في طبعته الثانية توافد عدد هائل من المواطنيين القادمين من عاصمة الجنوب الشرقي وما جاورها، وبقدر ما اثنوا على هذا الإنفتاح طالبوا بترقية هذه التظاهرة وتطوير فعالياتها لانها ضرورية بالنظر إلى اهمية وحساسية وسائل الإعلام، ولم يخفوا ان الطبعة الاولى المنظمة سنة 2008 جاءت أعمق وأوسع بالنظر إلى كثافة مشاركة العارضين من المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة حيث خصصت للتلفزيون الجزائري لوحده وبجميع قنواته فضاءات ونقلت استوديوهات الحصص اليومية والأسبوعية على المباشر من فضاءات التظاهرة، غير أنهم رأووا في عودة الصالون مؤشرا حقيقيا لترسيخه، وإخراج سكان المنطقة من الانطواء. وأكدت مجموعة من الطلبة في مختلف التخصصات الجامعية ويتصدرهم كشكاش محمد ان المبادرة تعكس الاهتمام الكبير بالمواطن في الجزائر العميقة عن طريق منحه فرصة ثمينة للتقرب من الإعلاميين، والوقوف على مختلف مراحل إنتاج المعلومة. وأبدى استحسانا لأن فضاءت البث الإذاعي والتلفزيوني متواجدة حتى تنضج لديهم الفكرة وتتضح الصورة حول حقيقة مسار العمل الصحفي الذي يعشقه حسبهم حتى المتلقي. ووجدنا ''محمد'' جد شغوف بالبحث والتساءل إن كانت السوق الإعلامية الوطنية تتوفر على مجلة أو جريدة تعنى بالمجال الاقتصادي، حيث حضر للمعرض على أمل أن يصادف ويلتقي بهذه المجلة بهدف متابعتها للوقوف على آخر التطورات الحاصلة في عالم الاقتصاد. وكان ''محمد'' دائم التساؤل عن كيفية ترتيب وتصفيف الجرائد وطباعتها، وتمكن حسبه بفضل المعرض من فك لغز الولوج الى أسرار هذه المهنة التي وصفها باللذيذة. وتحدث ''خضير عبد الله'' عن الاهتمام الذي يبديه الورقليون بالصالون وفرحتهم بالضيوف، بغض النظر عن النقائص المسجلة ويتصدرها ضآلة مشاركة المؤسسات الإعلامية، لأن الجزائر حسبه تملك عددا كبيرا منها، وأثنى على هذه التظاهرة القيمة كما وصفها والتي تسمح بتقرب المواطن البسيط من الإعلاميين ومن مؤسساتهم كما قال، وتقدم بطلبات إلى المؤسسات الإعلامية على غرار مواكبة نقل المعلومة للأحداث، حتى تكون طريقة صنعها متطورة بمستوى عال وصورة عالمية، واحتواء التعطش الجماهيري. أما ''مصطفى'' المهتم كثيرا بالتاريخ منذ أن سمع بتنظيم الصالون وهو يحضر نفسه حيث ألغى ارتباطاته ونظم أجندة عمله للوقوف على تاريخ المؤسسات الإعلامية واغتنام الفرصة لمغازلة المؤسسات والمدارس الإعلامية العريقة تتصدرها أم الجرائد ''الشعب''، إلى جانب مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. وأطلق على الصالون وصف المتنفس الحقيقي وفضاء تقاطع الإعلاميين بالجمهور. واغتنم الفرصة ليدعو وسائل الإعلام للاهتمام بالشباب عن طريق توعيتهم والاستماع الى انشغالاتهم وتوجيههم إلى ما هو أحسن. في حين السيدة ''شويكر مليكة'' ربة بيت، تأسفت لأنها ترى أن عدد العارضين قليل مقارنة بالطبعة الاولى لهذه التظاهرة المنظمة في سنة ,2008 وتساءلت عن غياب الاستديوهات وحضور محتشم للتلفزيون وعدم مشاركة المخرجين والوجوه التلفزيونية، لان أطفالها الذين اصطحبتهم جاؤوا وهم يرغبون في التقاط صور تذكارية مع بعض الوجوه التلفزيونية. غير أنها قالت انها لم تندم، فهذا الفضاء ثري ودعت الى ترقيته وترسيخه. وأضحك الطفل ''محمد'' الذي يبلغ من العمر عشر سنوات انه لا يصدق عندما وجد نفسه أمام الإعلاميين ووسط أحضان المؤسسات الإعلامية يتلمس بنظارته هذا العالم الساحر والمثير، لأنه تمنى كثيرا رؤية صحفي أمامه . وصرخت ''صفية'' بنبرة عالية انظروا لقد تزينت ورقلة بحلة جميلة بفضل الصالون وذكرت أن هناك حركية ومن حقنا أن تكرر وتثبت في فصول معينة لأنه حسبها من حقهم الاقتراب من صانعي المشهد الإعلامي، ولم ترغب الخوض في النقائص على اعتبار أن النجاح في تجسيد المبادرة واستجابة عدد لا بأس به من المؤسسات لحضور التظاهرة يكفي وبإمكانه إنصاف الورقلي المتعطش على حد بعيد. واقتربت من جناح ''الشعب'' وأشارت بسبابتها لمرافقيها انظروا على هذه المجلدات إنها قيمة وعريقة وثرية بالأحداث المتسلسلة، واستحسنت وقوفها على مجلدات الجريدة التي تعود الى بداية عقد السبعينيات والتي بدورها جذبت نحوها الأطفال والشباب. ولم يتأخر الطلبة والمهتمون بالفضاء الإعلامي في التدفق لطرح استفساراتهم وانشغالاتهم، والمطالبة بالبقاء في تواصل مع المؤسسات الإعلامية، التي دعوها إلى الإنفتاح أكثر على الجمهور، متمنيين تمديد عمر المعرض لأنهم يستمتعون بفعالياته. وزار جناح ''الشعب'' مجموعة معتبرة من تلاميذ الأقسام التحضيرية وبحيوية قدموا تحية لأم الجرائد مرددين بأصوات قوية، جذبت العارضين والزوار على حد سواء ''يحيا الشعب.. يحيا الشعب..'' وصنعوا صورة جميلة جدا سمحت برسم مشهدها هذا المعرض. توأم يروي مفارقة الحظ تفاجأ جناح ''الشعب'' بحضور مواطن ورقلي أكد انه توأم جريدة ''الشعب'' حيث ولد يوم ميلادها، وسرد سر عشقه لأم الجرائد ووفائه لها واحتفائه بعيد تأسيسها بدل الإحتفال بعيد ميلاده، حيث كلما يحل يوم 11 ديسمبر 1962 يسارع لإقتناء الجريدة للوقوف على احتفائيتها، ولم يتردد السيد قمعون نور الدين العامل بمؤسسة سونلغاز في الكشف عن بطاقة هويته للتأكيد على صحة تاريخ ميلاده، وروى لنا امورا مثيرة واخرى مضحكة عن الصدفة التي جعلته يشترك مع رمز من رموز الجزائر لأنها تختزل جانبا وحقبة مهمة في تاريخ الجزائر. ردد توأم ''الشعب'' مثلما يحلو ان يطلق عليها إنها توأمتي .. شقي الثاني كل اطفالي وعائلتي واقاربي يعلمون ذلك، أريدها أن تعود إلى قوة السيطرة وبسط نفوذها على واجهة المشهد الإعلامي .. بهذه العبارات حدثنا قمعون نور الدين الذي أسر لنا بان شقيقه الأكبر يلقبه بجريدة ''الشعب'' ويناديه باسم أم الجرائد. وجدنا الولع والحب الكبير الذي يحمله للجريدة يثير الفضول حيث وصفها بشقه الثاني ولأنها تختزل الى حد تأكيده تاريخ الجزائر النابض بالاحداث. ورحلة قمعون في التسائل عن توأمته تواصلت لعقود كاملة يلتهب عندما يعلو صوتها وتنفرج أساريره ويصيبه الأسى عندما يقف على تفوق جرائد اخرى، وأخبرنا انه عندما سمع عبر أمواج إذاعة الواحات عن الصالون عقد امنية متمثلة في حضور مندوب يحمل لها الكثير من الحب والإحترام والتقدير جريدته الأولى والمفضلة وتوأمته التي رغب في حيازة اول عدد منها وانبهر عندما علم ان المعرض يضم في اجنحته ذلك العدد الأول الذي تزامن مع يوم ميلاده. ويفضل قعمون احيانا إطلاق اسم تاريخ الجزائر على يومية ''الشعب''، وشدد على ضرورة عودة صوتها القوي وسيطرة قبضتها الاعلامية، لأنها جريدة مثلما قال تتسم بالكثير من الموضوعية والمصداقية، رغم الإنطفاء الذي عرفته الا انه مازال يعتبرها قلعة اعلامية لن تتأخر ولن تتوانى في إغفال صوت ورغبات الشعب الجزائري ويتوقع ان تكون ل ''الشعب'' عودة إذا عاد طاقمها بإرادة العودة من بعيد وتحقيق قفزة في المشهد الإعلامي . وختم حديثه بأنها مفارقة الحظ لأنه ولد في هذا اليوم التاريخي الذي يتزامن مع ميلاد رمز من رموز الجزائر.