استقطب صالون الاتصال بسيرتا عاصمة الشرق الجزائري في يومه الثاني عددا هائلا من القسنطنيين الشغوفين باكتشاف مراحل معالجة المادة الإعلامية واستقاء الأخبار وطرق تبليغها للمتلقي، وسط إقبال محسوس للعائلات التي غصا بها قصر الثقافة مالك حداد، وطافت باهتمام كبير حول أجنحة المعرض، مبدية اهتماما منقطع النظير بالرسالة الإعلامية، وآخر التطورات التي عرفها عالم الاتصال. تحولت قسنطينة منذ أول أمس إلى عاصمة حقيقية للإعلام المرئي والسمعي والمكتوب رافعة شعار مهنية في الإعلام وفعالية في الاتصال،وما زاد من الإقبال المكثف وتدفق الجمهور خاصة الطلبة الإعلان عن مسابقة الكاستينغ لانتقاء المواهب التلفزيونية. وشد الملحق الثقافي المتعلق بالشعب المقدسي انتباه واهتمام القسنطنيين وأثار فضولهم حيث أكدوا أنهم كانوا يجهلون صدور هذا الملحق الثري والذي يناصر القضية الفلسطينية ويدعم أهل غزة الصامدة بالحبر وسلاح الكلمة. وانفجرت عواطف طالبة جامعية، عندما رأت هذا الملحق في إطارات جميلة.. نحن معك يا غزة أوفياء حد الموت،وحتى فئة الشباب انجذبت نحو ملحق الشعب المقدسي، واعتبرته عملا متميزا نادرا لا مثيل له وفكرته رائدة، خاصة وأن المبادرة تأتي من طرف أم الجرائد العريقة وتحمل إسم الشعب في الشكل وانشغالاته في المضمون. وأكد أحمد بوسنة المدير العام للوكالة الوطنية للنشر والإشهار على هامش فعاليات هذا الصالون أن وكالته تشارك في هذا الصالون لتعرض منتوجها على الجمهور القسنطيني وتعرف بقدراتها في فضاء الاتصال داخل السوق الجزائرية، واعتبر بوسنة ان هذا الصالون يعد نافذة حقيقية لتبادل الخبرات والتقنيات والآراء مع المشاركين في معرض الاتصال من مؤسسات إعلامية ومؤسسات اتصال، وتحدث عن حرص الوكالة لمواكبة كل ما هو جديد في عالم الاتصال، وتحدث في نفس الوقت عن حساسية الرسالة في عالم الإعلام والاتصال مشددا على أدائها بأمانة ومهنية. وذكر بوسنة حرص الوكالة التواجد المنتظم في التظاهرات المنظمة في عالمي الإعلام والاتصال. ومن جهته بن عطية نور الدين مدير تقني بالمحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري بقسنطينة قال ان هذا المعرض فرصة حقيقية لتقريب الضوء والصورة من الجمهور القسنطيني، واشار إلى ان جناح التلفزيون يعرض جميع مراحل تطور تقنيات السمعي البصري وكيفية انتقال الصورة إلى المشاهد من موقع الخبر، إلى غاية تحريره ومعالجته، والمتمثل في مراحل تطور تقنيات المونتاج منذ عقد السبعينات إلى غاية وقتنا الراهن مع بروز آخر التقنيات والمتمثلة في التركيب الثلاثي الابعاد. وبخصوص الكاستينغ الذي نظم صباح أمس بقصر المعارض مالك حداد لانتقاء المواهب التلفزيونية قال إنها لم تنظم منذ سنة 1988 ،وخلص بن عطية إلى القول إن هذه المسابقة المخصصة لاختيار المواهب جاءت لتنقب عن الأصوات النادرة. وتأسف العديد من القراء الذين كانوا أوفياء للجريدة عن غياب الجريدة بشكل يقتحم السوق الإعلامية، ويرفع صوت وانشغال المواطن من خلال منبر جريدة الشعب العريقة،حيث لم يخف مصطفى الموظف استيائه من التذبذب الذي صارت الجريدة تتخبط فيه رغم أن طاقمها يبذل جهدا،ومضمونها يقدم في طبق لغة راقية، ويعالج الأحداث بأمانة ومهنية بعيدا عن التهويل والمزايدة. وأصر كل من وليد ونعيمة وليلى الوقوف على الأسباب التي أدت إلى تراجع قوة سحب وتوزيع الجريدة، ومعتبرين أنها منبر قيم يجب إعادة الاعتبار له، حيث تمنوا لو أن الشعب تعود إلى الواجهة لترافق معركة التنمية الوطنية وتساهم في نقل اهتمامات وانشغالات المواطنين حيث تقدم وتعالج القضايا والأحداث بموضوعية ومهنية بعيدا عن الدوافع التجارية والربح السريع الذي يكون على حساب المواطن مثلما يحدث مع بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة كما أكدوا،حتى وإن استلزم أن يكذب عليه وما تجدر إليه الإشارة فإن قسنطينة ما زالت تنبض بالعلم و الثقافة بمعالمها الشامخة وتاريخها الزاخر بالأحداث،حتى الزائرين للمعرض بدوا على قدر كبير من الثقافة، بغض النظر عن الطلبة فحتى العائلات من مختلف الفئات والشرائح لديها حيز معتبر من الاهتمام والانفتاح على المشهد الثقافي. يذكر ان ستار فعاليات الصالون الوطني للاتصال في طبعته الجهوية الثالثة بسرتا يسدل أمسية اليوم، حيث لم يخف أحفاد ابن باديس انتظارهم هذا الصالون بشغف خلال السنة المقبلة لأنه فضاء تتنفس فيه الثقافة إلى جانب الإعلام ويتنفس فيه القسنطنيون في مقاربة جوارية مع المشهد الإعلامي المتزاوج مع عالم الاتصال .