أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس الجمعة، خلال استضافته بمنتدى المجمع الإعلامي لجريدة «واست تريبين» بوهران أنّ «الإمام بالجزائر حر ولا تملى عليه الوزارة ما يقول خلال خطبة الجمعة»، وذكر عيسى أنّ الوزارة لا تملي على الإمام المواضيع التي يلقيها على المصلين خلال الخطبة، مبرزا أن «ما تسعى إليه الوزارة هو القيام بمراجعة مناهج بيداغوجية التبليغ حتى يكون الإمام متفاعلا مع انشغالات ومقتضيات المجتمع وتحولاته». وشدد في هذا الإطار على أن «الجزائر ليست مقتنعة ببعض النماذج التي يتم تجريبها في بعض الأقطار التي سعت إلى مراجعة الخطاب الديني المسجدي إلى درجة حذف آيات قرآنية وإلغاء الهوية الإسلامية».وأبرز الوزير في هذا الشأن أن المجتمع الجزائري محصن بفضل الخطاب الديني الوسطي والمعتدل الذي اعتمدته الجزائر وجعل منها قدوة ومرجعا دوليا يحظى بالاهتمام من قبل عديد الدول التي أرسلت وفودا عديدة من الطلبة والأئمة من أجل التكوين وتعلم مبادئ الخطاب الديني المعتدل، وأكد محمد عيسى بالمناسبة أن ريادة الجزائر في هذا المجال جعلها تؤسس لما يعرف «بالدبلوماسية الدينية»، مبرزا أنها باتت تتلقى عروضا مهمة للتعاون في ذات الميدان، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا اللتين قدمتا طلبا لدى الوزارة من أجل التكفل بتكوين الأئمة المتواجدين بهاتين الدولتين الأوروبيتين، كما سيتم أيضا حسب الوزير إرسال بعثة أخرى من الأئمة الجزائريين إلى كندا بغرض تكوين وتأطير الأئمة هناك.، ولفت عيسى إلى أن الحكومة قد أولت الكثير من الاهتمام لقطاع الشؤون الدينية والأئمة خصوصا، من خلال إدراج مواد جديدة في ميدان تكوين الأئمة المنتدبين بالخارج، إلى جانب تأمين أماكن العبادة الذي حظي بتسجيل رسمي في إطار مخطط عمل الحكومة، وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد أشرف أول أمس الخميس على الاحتفالات الرسمية لذكرى مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وهذا على مستوى المسجد القطب عبد الحميد ين باديس، أين تم بالمناسبة تكريم حفظة القران وتجويده وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، مع تقديم أناشيد دينية حول السيرة العطرة للرسول الأكرم، وأوضح خلال كلمة له ألقاها على هامش الاحتفال بميلاد الرسول (ص) أن «الإحتفال بالمولد النبوي موروث أبا عن جد، شرعي وسنة اجتماعية وتأسيس عاطفي وروحي وتربوي وتقليد أصبح وسم المجتمع الجزائري على الخصوص والإسلامي على العموم». كما اعتبر عيسى أن الاحتفال بالمولد النبوي هو فرصة تتجلى فيها أخلاقنا المحمدية وصفات العمل الخير والمحبة والرحمة والعفو، داعيا أئمة المساجد إلى اغتنام هذه المناسبة الدينية لتلقين سيرة رسول الله الداعية إلى المحبة والسلام بعيدا عن التشدد الداعي إلى العنف و الكراهية.