نشط، امس سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالجزائر بمقر جريدة الشعب، محاضرة، عرض فيها التجربة الكورية في مجال التنمية الاقتصادية بحضور عدد من الاساتذة والطلبة من كلية العلوم السياسية والاعلام. وتطرق السفير الى واقع العلاقات الاقتصادية بين كوريا الجنوبية والجزائر، وسير المشاريع المقرر اقامتها من طرف كبريات الشركات الكورية في مختلف ولايات الوطن. وقدم السفير الكوري، نبذة وجيزة عن المجتمع الكوري وتاريخه الطويل الذي يمتد الى حوالي 4000 سنة، ولازال يحافظ على نفس عاداته وتقاليده منذ ذلك الوقت الى اليوم لينتقل بعدها مباشرة الى الحديث عن التجربة التنموية في المجال الاقتصادي، والتي بدأت سنوات الستينات من القرن الماضي وكانت موزعة على ثلاث مراحل اساسية. المرحلة الاولى امتدت من سنة 1960 الى 1970، كانت فيها الزراعة العماد الاساسي للاقتصاد الكوري، مع محاولات محتشمة لتصدير بعض المنتجات من الصناعات الخفيفة. في حين تميزت المرحلة الثانية والممتدة من سنة 1971 الى 1980 باهتمام شبه كلي بالقطا الصناعي، وتم فيه التركيز على الصناعات الثقيلة والكيمياوية، وهو ماحقق قفزة نوعية لها بعد جهود مضنية. أما المرحلة الثالثة والاخيرة والتي بدأت من سنة 1980 الى اليوم، فهي المرحلة التي بسطت فيها كوريا نفسها على مساحات كبيرة من العالم في مختلف المجالات الصناعية واصبحت من اهم القوى الاقتصادية في العالم. كما أبرز السيد «تشوى سانغ جو» العوامل السياسية التي ادت الى هذا التطور الموصوف بالسريع، وكان اهم عامل مساعد حسبه هو الارادة الكبيرة والروح القوية.. للموارد البشرية الكورية، والتي قدمت تضحيات جسام من اجل العمل. ليأتي بعدها الدور الفعال للحكومات المتعاقبة في الجمهورية الكورية الجنوبية وروح المسؤولية التي كانت تتمتع بها. ولم يغفل السفير الدور الهام، الذي لعبته المجموعة الدولية، في مساعدة الاقتصاد الكوري على التطور والرقي، متطرقا الى التحديات التي واجهت بلاده اثناء هذه المراحل التنموية موضحا صغر مساحة كوريا الجنوبية والطابع الجبلي الذي يغلب عليها حيث يمثل نسبته 75٪ من المساحة الكلية، وعدد السكان وصل الى 50 مليون نسمة معتبرا ان اغلب قدراتها ليست طبيعية. وقد ارجع السفير الكوري هذا التطور النموذجي الى الرغبة الملحة للفرد الكوري في تحسين مستواه المعيشي والسعي الدائم نحو الرقي وهي الفلسفة التي اثمرت بنجاح باهر. وفي اجاباته حول نسبة المبادلات التجارية بين الجزائر وكوريا الجنوبية، قال بأنها تسير في تحسن مستمر، حيث كانت نسبة المبادلات 0،5 مليار دولار سنة 2006، ووصلت الى 2 مليار دولار سنة 2009، اي زادت بأربعة اضعاف خلال اربعة سنوات . وتحدث السفير، على هامش المحاضرة، عن شركة «هونداي» وقال بأنها لم تفصل بعد في مسألة فتح مصنع لها للسيارات بالجزائر، في حين سيتم اليوم الاربعاء تدشين مصنع ''سامسونغ سيفتال'' بولاية سطيف، في اطار شراكة بين شركة ''سيفيتال'' الجزائرية ونظيرتها ''سامسونغ'' الكوريةالجنوبية.