أعطى وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع صورة قاتمة عن وضعية الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية التي يمارس ضدهم كل أبشع أنواع التعذيب. وتطالهم انتهاكات حقوق الإنسان بالجملة دون أي اعتبار لاتفاقية جنيف والإجراءات القانونية الأخرى التي تعترف بها تشريعات العالم بلا استثناء وتحترمها إلى حد القداسة. شدّد على هذا الطرح الوزير الفلسطيني بالندوة الفكرية ب ''مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية''، كاشفا النقاب عن مسعى لاحتضان الجزائر لندوة دولية حول هذا الملف الشائك الذي لم ينل حقه من الاهتمام والعناية، واختيرت الجزائر لتولية هذا الملف الحساس باعتبارها أكثر البلدان أهلا له وأقواهم حملا للقضية الفلسطينية ودعما بلا شروط واملاءات ومساومة، سيما وأن المكاسب الإستراتيجية والقرارات المصيرية الخاصة بفلسطين جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط تمت من الجزائر، ومثال على ذلك إعلان الدولة الفلسطينية التي تمخضت عن قمة الجزائر التي حضرتها الفصائل المنقسمة وكانت قمة التلاحم والتصالح ووحدة الصف. وقال الوزير الفلسطيني الذي يزور الجزائر على رأس وفد متكون كله من أسرى مروا بالزنزانات الإسرائيلية ويعرفون معنى التعذيب الوحشي الذي فاق حدود المعقول الممارس في وضح النهار دون متابعات قضائية للجلادين الصهاينة، إن الأوصاف تبقى أقل دقة وتفصيلية في الحديث عن ملف معاملة المحتجزين في كل الظروف، وهي معاملة تزداد سوءا ووحشية في غياب أي ردع قضائي للاسرائليين الذين وحدهم يمثلون الاستثناء ولا تطالهم متابعات محكمة الجنايات الدولية،الأكثر والأمر أن ممارساتهم تستمر بلا توقف في ظل الحماية من أكبر الدول وأكثرها تحكما في القرار الدولي، ويكفي العودة إلى مجلس الأمن ومنابر الهيئات الأخرى للتأكيد كيف يستعمل الفيتو من الولاياتالمتحدة أو دول تسير في فلكها وفق تقاسم وظيفي وتبادل الأدوار لإحباط كل محاولة تجرم إسرائيل وتقدمها على صورتها الحقيقية بلا زيادة ونقصان. يكفي العودة إلى كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل على ممر الحقب والعصور وكيف تخرج من المداولات أكثر قوة وتعنتا للذهاب إلى الأبعد في سلوكياتها دون وضع في الحسبان صرخات التنديد والاستنكار، وما خفي في الزنزانة أعظم يرويه الأسير الفلسطيني بألم وجرح مخاطبا الضمائر الحية من أجل التحرك العاجل لوقف التراجيديا. وذكر بجانب من المعاناة التي لا تنتهي الوزير عيسى قراقع قائلا: اإنها وضعية 7 آلاف أسير فلسطيني في الزنزانات الإسرائيلية، 7 آلاف من المعتقلين يشكل التعذيب البشع يومياتهم وديكور حياتهم، وأنين جرحهم في الظلام الدامس لا يسمع ولا يجد الصدى''، أغلبهم فارق الحياة تحت التعذيب الممارس ببرودة دم وتلذذ ممن احتل وطنهم واغتصب حريتهم وغيب الحقيقة، وظل يروي أشياء ومغالطات ما أنزل الله بها من سلطان عن فلسطين، ويبتكر الأساطير الوهمية والأكاذيب عن أرض الميعاد. إنها ممارسات رواها الأسرى الفلسطينيون بيومية ''الشعب'' متوقفين عند استشهاد عشرات من المعتقلين تحت التعذيب بلا أدنى علاج صحي وقيام فلسطينيات بوضع أطفالهن وهن مكبدات الأيدي موثقات الأرجل، إنها ممارسات تحتم التحرك العاجل لمواجهتها بمقاومة إنسانية تظهر وجه إسرائيل القبيح غير ذلك المبيض من قبل آلتها الدعائية التي تعمل ليل نهار من أجل الإبقاء الأبدي على الحقيقة المغيبة عن القضية الفلسطينية التي يشكل ملف الأسرى فيها حلقة مركزية ثابتة لا يقبل المساس والتنازل عنه قيد أنملة في كل المفاوضات الآنية والآتية.