أبدى المشاركون في معرض الصناعات التقليدية الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية والحرف بولاية الشلف، بالتنسيق مع مديرية السياحة بالمطعم الجامعي ابن الدين، استياءهم من متاعب التسويق وصعوبة الحصول على المحلات رغم استفادتهم من أشكال الدعم والتموين لورشاتهم التي صارت مهددة بالتوقف، مما سيرهن مناصب الشغل التي تم استحداثها في الأرياف. كشف العارضون ل “الشعب” عن معاناة حقيقية باتت تلاحقهم كحرفيين في الصناعة التقليدية بولايتي الشلف و البليدة، تتعلق بوضع ورشاتهم التي مازالت تبحث عن محلات قارة لتوسيع النشاط و تطوير منتوجات الصناعة التقليدية الخاصة بالمنطقتين اللتين شاركتا بأكثر من 20 عارضا. أحصى مدير غرفة الصناعة التقليدية لولاية الشلف محمد لخضاري وجود 8155 حرفي لا يزالون يمارسون نشاطهم في الميدان وهذا بعدما خضعت قائمة المسجلين لعملية التطهير والشطب التي مست 4320 حرفي. الحرمان من المحلات وفرض الكراء يهدد بتوقيف الأنشطة سجلنا بأجنحة المعرض إرادة قوية وتحمل للصعاب رغم التعليمات الوزارية والقوانين التي تشجع على تنشيط هذا القطاع عن طريق وقوف السلطات المحلية و الولائية مع الحرفيين والمنخرطين في الصناعات التقليدية، إلا أن الواقع الذي يتخبط فيه هؤلاء يظل بعيدا عن الخطابات والوعود التي يسوقها المسؤولون المعنيون بالدرجة الأولى والإدارات المختصة التي مازالت بعيدة عن مهامها بحسب الحرفيين، فهم مرغمون على دفع مستحقات العرض والمشاركة بواسطة هذه الأجنحة التي لا تختلف مع قصر المعارض “صافكس” إلا في فارق الحصة المالية المحددة من 40 ألف دج إلى 3 آلاف د.ج بمعرض الشلف بحسب وهيبة قداح من البليدة المختصة في صناعة الجلود المحلية والمستوردة، مما يجعل تكاليف الإنتاج ترتفع والأسعار تنخفض لدى عملية التسويق التي تظل من المعوقات الكبيرة لدى الحرفيين الذين وجدوا صعوبات في الحصول على محلات رغم أن بعضها لا يزال مغلق لحد الساعة تقول الحرفية قداح. نفس الانشغال الذي رفعته لويزة بلقاسمي الحرفية في انتاج العسل وعتاده من الشلف، حيث تحدثت بمرارة عن معاناة 55 حرفيا تحصلوا على قرارات الإستفادة من المحلات بالمنطقة المسماة حي بن سونة في عهد الوالي بوستة أبوبكر الصديق، لكن لحد الساعة لم يتمكنوا من استغلالها بعدما فرضوا فاتورة الكراء على الحرفي الواحد بمقدار 10و 13آلاف د.ج وهو ما عجز عنه الحرفيون، كون أن المنطقة لا تلائم الصناعة التقليدية والمبيعات التي تظل ضعيفة، تقول الحرفية لويزة، حيث اغتنمت الفرصة لتوجيه نداء استغاثة نيابة عن المستفيدين من هذه القرارات. التسويق الهاجس الأكبر والمهدد لمناصب الشغل لم يتوقف المشاركون في المعرض عن الحديث عن صعوبات التسويق الذي صار حاجزا مقلقا للحرفيين خاصة وأن أغلبيتهم يفتقدون إلى وسائل نقل وتوزيع المنتوجات ذات الجودة العالية، وهو ما يتسبب في تكديسها وتعرضها للتلف و الفساد بعدما كلفتهم مصاريف باهظة تقول قداح وهيبة ولويزة بلقاسمي وفاطة حمرون المختصة في الصناعة التقليدية الريفية و بالخصوص الزربية الشلفية، معتبرة التسويق في الفترة ب “المجال الميت” الذي أصبح الهاجس الأكبر لديهن. ناشدت الحرفيات المصالح المعنية والجهات المختصة والمسؤولة بتخفيض الضرائب أو جعلها رمزية أو إلغائها لأن هؤلاء ينطلقون من العدم رغم ما تقدمه آليات الدعم المعروفة لتموين المشاريع المحدثة لمناصب الشغل التي تتراوح بين 2 و4 عمال أو عاملات في ذات الحرفة. من جانب آخر، اقترح الحرفيون والحرفيات إبرام عقود مع مؤسسات عمومية ووحدات إنتاجية تقضي بشراء واقتناء بعض السلع الخاصة بالمناسبات لإنقاذ هذه الورشات التي صار عمالها مهددين بالتوقف ونسف هذه الورشات وبالتالي ضياع الحرفة والتقاليد. يحدث خاصة إذا علمنا أن قانون تخصيص 20 بالمائة من المشاريع لفائدة الشباب وأصحاب الورشات الحرفية التي يعول عليها مجال الصناعة التقليدية لتشجيع قطاع السياحة كبديل لأزمة النفط. الحفاظ على الحرف مسؤولية كل القطاعات لم يخف العارضون لمنتوجات الصناعات التقليدية والحرفية مطالبهم التي وجهوها لعدة قطاعات، بالتدخل للحفاظ على هويتنا خاصة تلك المتعلقة بالجانب النسوي تقول فاطمة حمرون رئيس جمعية الإنتصار للصناعة التقليدية والحرفية النسوية، معتبرة الطين و الدوم مواد أولية لصناعة التحف التقليدية بما فيها الزربية الشلفية التي تعمل رفقة أكثر من 400 منخرط على إعادة إحيائها ونفض الغبار عنها بعدما تلقت الدعم من طرف وزارة الشبيبة والرياضة ومديرية السياحة في انتظار وزارة الثقافة. ناشدت المتحدثة المسؤول عن التسويق في الجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية بالولاية بالتحرك لتفعيل معضلة التسويق التي تواجه إهمالا في غياب الدور الإعلامي والخرجات الميدانية. هذه الوضعية التي يعاني منها قطاع الصناعات التقليدية، تتطلب تحركا استعجاليا للتكفل بالحرفيين ومنحهم محلات لتفعيل نشاطهم مع دعم آليات التسويق ورفع الضرائب أو تخفيفها إلى طابع الرمزية مع فتح فضاء إعلامي وإلغاء مستحقات المشاركة فيما يخص بحجز أماكن العرض.