بجدارتهم المعتادة تمكنوا من تشريف الجزائر في مختلف المواعيد الدولية التي شاركوا فيها خلال سنة 2017، فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو بالأحرى أصحاب الإرادة القوية التي تعوضهم مشكل الإعاقة مهما كان نوعها وهدفهم المباشر هو رفع التحدي لإعلاء الراية الوطنية وإسماع النشيد الوطني أينما حلوا، حيث حصدوا أكبر عدد من الميداليات من مختلف المعادن بداية من بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت وقائعها بلندن شهر جويلية المنصرم. تمكّن الفريق الوطني لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة لألعاب القوى من تحقيق نتائج جدّ رائعة خلال السنة الرياضة الماضية بعدما تألق الرياضيون في العاصمة البريطانية «لندن» من جديد ولكن هذه المرة بمناسبة بطولة العالم التي جرت وقائعها في الفترة الممتدة من ال 10 إلى ال 23 جويلية التي شاركت فيها الجزائر ب 19 عنصر في مختلف الإختصاصات حققوا خلالها 19 ميدالية من مختلف المعادن من بينها 9 ذهبيات. جاء هذا الحصاد بفضل كل من نسيمة صايفي التي أهدت الجزائر ذهبيتين في رمي القرص والجلة على التوالي، الهواري بخلاص هو الآخر تحصل على ميداليتين من المعدن النفيس في رمي السحلواج، إصمهان بوجعدار فازت بذهبية في رمي الجلة، مونية قاسمي تألقت أيضا في رمي السحلواج وإفتكت الذهب، كمال كارجنة نال ذهبية واحدة الأمر شأنه بالنسبة للأخوين فؤاد وعبد اللطيف بقة اللذان حققا أربع ميداليات 2 ذهبية فضيتين في سباق ال 105 و110 على التوالي، فيما اكتفى سفيان حمدي بالفضية في سباق 400 متر وبرونزية في ال 200 متر، وفازت حمري بالبرونزية رفقة برحال وصفية جلال. التألق لم يقتصر على رياضيين ألعاب القوى بل كانت تتويجات أخرى حصل عليها كل من الفريق الوطني لكرة السلة على الكراسي، حيث نال الإناث الذهبية والذكور الفضية خلال البطولة الأفريقية التي جرت وقائعها بجنوب أفريقيا، وميدالية فضية في رفع الأثقال خلال بطولة العالم التي جرت وقائعها بالمكسيك من إنجاز حسين بتير، والمنتخب الوطني للغول بول نال ذهبيتين عند الذكور والإناث بمصر وهذا ما جعل الحصاد كبير لهذا الموسم فاق كل التوقعات رغم المنافسة الشديدة التي شهدتها مختلف المنافسات، إلا أن عناصر النخبة الوطنية جددوا العهد مع التتويج وشرفوا الألوان الوطنية في مختلف دول المعمورة مثلما جرت عليه العادة في كل مرة. ثمار عمل ومجهود جماعي ترجع تلك النتائج الإيجابية إلى العمل الكبير الذي قام به كل من المدربين والطواقم الفنية التي تشرف على الفرق الوطنية بمساعدة الأندية الأساسية للرياضيين وفقا لبرنامج مكثف تخللته عدة ملتقيات دولية في كل من تونس، مراكش، ودبي وهذا ما سمح للعناصر الجزائر «أ» و»ب» بالعمل في المستوى العالي في مطلع السنة وسبقتها المنافسة القوية التي تمثلت في الألعاب شبه الأولمبية بريودي جانيرو في نهاية عام 2016، وكل ذلك كان له الأثر الإيجابي فيما بعد على حصيلة الجزائر من الميداليات التي عاد بها الرياضيون عام 2017، كما كان الإنتقاء لمن سيمثل الألوان الوطنية في مثل هذه المواعيد دقة كبيرة ومعايير من طرف المدربين في مختلف الإختصاصات. غياب التنسيق لم يؤثر على رغبة الرياضيين وللإشارة، فإن الفرق الوطنية وجدت صعوبة كبيرة في التحضير بعد إنتخاب المكتب الفيدرالي الجديد برئاسة حشفة الذي فرض منطق عمل لا يتماشى مع الإستراتيجية التي كان يسير عليها المدربين والإتحادية على حدّ سواء لأنه لم يقم بتنظيم الإجتماع التقني للحديث عن المنهج الذي سيسير عليه أو البرنامج الذي جاء به خلال العهدة الأولمبية القادمة، ما جعل عامل التنسيق غائب بينه وبين المدير الفني والمدربين وكل المسييرين المشرفين على رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة. وهذا ما أدى إلى توقف العمل منذ شهر مارس الفارط بالنسبة لجميع الفرق النخبة ولقتصر عمل الرياضيين مع نواديهم فقط بدلا من الدخول في تربصات تحضيرية للمواعيد الدولية على غرار بطولة العالم لألعاب القوى، وبطولة العالم لرفع الأثقال ومختلف المنافسات الأفريقية مثلما تعوّد عليه الجميع في السابق، وبشهادة بعض المدربين الذين كانوا ضحية سياسة اللامبالات من طرف الرئيس على غرار رضوان يوسف الذي حرم من التنقل إلى لندن وهناك أسماء أخرى عديدة عاشت نفس الأمر أكدوا لجريدة «الشعب» أنه لم يسمح لهم بمقابلته واكتفى بقوله أنه ليس وكالة أسفار متداعيا بوجود أزمة مالية وعبروا عن استيائهم الكبير لما يحصل لرياضة ذوي الإحتياجات الخاصة التي تلقى دعم كبير من طرف وزارة الشباب والرياضة ولم تشهد مثل هذه المشاكل منذ فترة طويلة. كما أرجعوا النتائج المحصل عليها إلى الإرادة القوية وروح التحدي الموجودة لدى الرياضيين الذين أرادوا أن يقدموا رسالة واضحة للمسؤولين أنهم ورغم ما حصل لكنهم قدموا ما عليهم لتشريف الألوان الوطنية والدليل كان في عدد الميداليات التي عادوا بها، ولهذا فإن سنة 2017، شهدت بعض المشاكل الإدارية بسبب الأمور التي سبق لنا ذكرها وهذا ما يعني أنها قد تنعكس مستقبلا بشكل سلبي، خاصة أن الجزائر مقبلة على تحديات كبيرة في مقدمتها الألعاب شبه الأولمبية بطوكيو عام 2020.