دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تكثيف الجهد الدبلوماسي لربح السلام في العراقوسوريا، لتطويق الإرهابيين والتصدي لعودتهم إلى بلدانهم الأصلية، وحذر من انهيار الاتحاد الأوروبي إذا ما طغت عليه أنانيات أعضائه. عرض الرئيس الفرنسي امس الأول، توجهاته السياسية امام اعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي بمناسبة العام الجديد، ووجه انتقادات الى تفرد روسياوتركيا وإيران بالحل السياسي لسوريا عبر مسار آستانا، كما دعا الى نزع سلاح المليشيات في العراق. وقال ماكرون ان الازمة السورية لا يمكن ان تجد طريقها الى الحل عبر “بعض القوى” وحدها، في اشارة الى عملية استانا التي تجري بإشراف روسياوتركيا وإيران. وأضاف “علينا ان نضع حدا لتنازلات تقدم الى بعض القوى التي تعتقد انها باعترافها بقسم من معارضة تم تعيينها من الخارج، تستطيع ان تجد تسوية للوضع في سوريا بشكل ثابت ودائم”. من جهة أخرى، شدد ماكرون على ضرورة “ربح السلام” في العراقوسوريا لتجنب عودة الإرهابيين، بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي. واضاف الرئيس الفرنسي “هذا يفترض عملا دبلوماسيا مكثفا، اولا في العراق للتمكن من اجراء انتخابات حرة في شهر ماي المقبل، وافساح المجال امام رئيس الوزراء حيدر العبادي لبناء دولة مستقرة”. وفي كلامه عن العلاقة مع ايران، قال ماكرون انه ينوي “الدخول في حوار” مع السلطات الايرانية لكي تحد من نشاطها في المجال البالستي، وان يتم استكمال الاتفاق النووي الايراني ب«اتفاق اطار” حول تأثيرها الاقليمي الذي يعتبر توسعيا جدا من لبنان الى اليمن مرورا بسورياوالعراق. إصلاح الاتحاد الاوروبي واعلن ماكرون من جهة ثانية عزمه على المضي في سعيه لاصلاح الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع المانيا فور تشكيل حكومة جديدة في البلد الاخير. واعتبر الرئيس الفرنسي انه “في حال لم تتفق فرنساوالمانيا فان الامور لن تتقدم” مشددا على ان هذا الحوار “يجب الا يستثني احدا”. وفي السياق دعا الرئيس الفرنسي, إيمانويل ماكرون, الزعماء الأوروبيين للتركيز على “المصلحة الجماعية” خلال مفاوضات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست), محذرا من تعرض الأعضاء ال27 المتبقين في الاتحاد ل«وضع غير مرغوب فيه”, حسب ما أوردته صحيفة (التليغراف) البريطانية, امس. وقال ماكرون -في تصريحات للصحفية البريطانية- إن “القارة الأوروبية يمكن أن تهلك إذا استخدمت كل دولة “بريكست” للسعي وراء مصالحها الخاصة”, مضيفا أن الدول الأوروبية يجب أن تتجنب مبدأ “معضلة السجين”- والذي يعني أن فردين يعملان على تحقيق مكاسب شخصية لهما على حساب مصلحة الفرد الآخر, فيفشل الاثنان في النهاية-. وأضاف, أن الدول الأوروبية إذا فعلت ذلك فمن المحتمل أن “تخلق سويا وضعا غير مرغوب إزاء الاتحاد الأوروبي”, ومن ثَم لكل دولة أوروبية. واستقبل الرئيس الفرنسي أمس، نظيره التركي في العاصمة الفرنسية باريس لبحث موضوعي سوريا وأوروبا، وكذلك ملف حقوق الإنسان في تركيا. وقالت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون يريد “الحفاظ على خيط الحوار” من دون “إخفاء الخلافات في وجهات النظر” مع تركيا وهو الخط الذي يعتمده مع قادة الدول الآخرين.