شهد معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 43 في يومه الرابع أمس إقبالا كبيرا للزوار المهنيين والعاديين على غرار المشاركة المكثفة للشركات العربية والأجنبية الباحثة عن إقامة شراكة جدية أو وكيل لها بالجزائر قصد تسويق منتوجها أو المراهنة على الاستثمار الناجح بالسوق الوطنية وفقا للمعايير الدولية، لاسيما وأن هذا الموعد الاقتصادي السنوي أضحى الفرصة الوحيدة للفاعلين الاقتصاديين الوطنيين لقياس العرض الأجنبي لاحتياجات السوق الأجنبية في مجال التجربة ونقل التكنولوجيات بالنظر للمنافسة التي يطرحها المستثمرون الأساسيون ببلادنا. وقد اجمع بعض العارضين الذين استجوبناهم على أهمية السوق الجزائرية، ورغبتهم الشديدة في الاستثمار وإقامة شراكة جدية مع نظرائهم بالجزائر، لكنهم اشتكوا من الضريبة الجمركية العالية. وفي هذا الصدد، اعتبر ازفاش كرادينسب مسؤول المشاريع ومهندس البيع بالشركة التركية اأسيتا لإنتاج قطع غيار موازين الشاحنات السوق الوطنية بأنها سوقا كبيرة ومربحة ولديها مزايا، قائلا في تصريح لجريدة بالشعبب بأنه يرغب في إيجاد ممثل له ببلادنا قصد تصدير منتوجه والقيام بالتركيب مع استحداث مناصب شغل، مستبعدا بذلك إقامة مصنع خوفا من عدم جدية بعض المتعاملين الجزائريين في إقامة شراكة حقيقية. وأضاف ازفاشا الذي يشارك لأول مرة بهذه التظاهرة العالمية الاقتصادية بأن المنتوج التركي ذو جودة ويوافق المعايير الدولية مثله مثل المنتوج الأوروبي الباهظ الثمن على العكس المنتوج التركي الذي يباع بأسعار معقولة تناسب كل فئات المجتمع. وأن تركيا هي الأولى بالاستثمار بالجزائر وتسويق منتوجها بحكم العلاقة الأخوية والتاريخية التي تربط البلديين، مشيرا إلى أن تركيا تسوق منتجاتها بالدول الأوروبية والآسيوية وروسيا لكنها تفضل تسويقه بالبلدان العربية والإفريقية، لأنه بحاجة إلى سلعها. وقال أيضا ممثل الشركة التركية بأن الفرد الجزائري جاهل بسوق الآلات بتركيا وليس لديه فكرة عما تنتجه من آلات وقطع غيار وغيرها، والسوق الجزائرية فارغة في هذا الميدان ولهذا أضاف المتحدث نبحث عن متعامل جدي يعمل على التعريف بمنتجاتنا، ويفضل محدثنا الاستثمار في قطاعات الزراعة وإنتاج الأكياس وصناعة قطع الغيار، وفي رده عن سؤال حول مدى إقبال الزبائن المهنيين على جناحه، أجاب ازفاشا بأن هناك عدد من المتعاملين قصدوا جناحه، لكنهم لم يتفاهموا في بعض الشروط. ويأمل المتحدث في تقوية الارتباط الاقتصادي بين الجزائر وتركيا وإيجاد متعامل جدي للتعريف بمنتوجه الذي يخضع للمقاييس الدولية، غير أنه تطرق إلى مشكل الضرائب الجمركية التي تعيق الاستثمار التركي ببلادنا. نفس الأمر ذهبت إليه بهية درويش، ممثلة الشركة التركية للأثاث واللوازم المدرسية والمكاتب بدوقسب التي ترى معرض الجزائر الدولي ال 43 بأنه فرصة لعرض منتجات الشركة والبحث عن وكلاء جزائريين لتسويق منتوجها. وبالمقابل أعرب مسير شركة اا.بي.أس مينالب الصربية اميلون سطاجسي اعن استعداده للاستثمار بالجزائر وتقديم الخبرة الكافية لشركة سونلغاز، التي تتوافق والمعايير الدولية والسوق الجزائرية. قائلا بأن مؤسسته المتواجدة في السوق الوطنية منذ سنوات عديدة بمنتجها محولات الطاقة ترغب في إقامة شراكة وتوزيع منتوجها بالسوق الجزائرية التي تعد سوقا مربحة وصديقة. مضيفا بأن المجال الذي يستقطب شركة بأ.بي.أس. مينالب هو ميدان الطاقة ولاسيما التعامل مع مؤسسة سونلغاز، نظرا لجودة منتجاته المتمثلة في المحول الكهربائي للطاقة الأفضل عالميا الذي يعمل على اقتصاد هذه الأخيرة، ولم يخف اميلونب اهتمام بعض الزوار المهنيين بجناحه. نفس الانطباع لمسناه لدى ممثل الشركة الصربية ''سيمي لمواد البناء والاسمنت ادراقسلاف جوفنسيفب الذي يريد التموقع بالسوق الوطنية وتقديم خبرته في الميدان وكذا التصنيع لتخفيض تكاليف النقل، مشيرا إلى أن المشكل الكبير الذي يعترضهم هي الرسوم الجمركية المرتفعة على بعض المنتجات، مفيدا بأنه من حق بلادنا الزيادة في الرسوم الجمركية على المواد الموجودة قصد حماية اقتصادها. وأنه بالمقابل ينبغي تخفيض التعريفة الجمركية على المواد الغير مصنعة بالجزائر، لأنها في الأصل باهظة الثمن وتثقل كاهل المستثمر الأجنبي. وفي الأخير أعرب المتحدث عن تفاؤله في إقامة شراكة حقيقية مع نظرائه الجزائريين قائلا بأنه راض عن مستوى إقبال الجمهور المهني على جناحه.