أجمع العارضون وزوّار معرض الجزائر الدولي ، في طبعته ال43 ، والتي اختتمت أمس ، على عدم نجاح الطبعة من الناحية الاقتصادية ، ولم يتم تسجيل مشاريع مشتركة ضخمة تخدم الجزائر بالدرجة الأولى واكتفى العارضون بوصف الطبعة على أنها “بازار” تجاري كبير ، حضرت إليه الشركات الأجنبية لعرض منتجاتها من أجل الظفر بحصص تسويقية محليا ، كما اعتبر هؤلاء في تصريحاتهم لنا ، أن المعرض لم يرق اقتصاديا ، ولم يشهد إقبالا كبيرا من قبل المهنيين والزوار ، لنقص الحملة الإعلامية والإشهارية لهذه التظاهرة ، التي كانت لا بد أن تكون مهرجانا اقتصاديا وحدثا دوليا تفتخر به الجزائر . غير أن ما حدث واقعيا يترجم انتكاسة المؤسسات الوطنية لعدم قدرتها على الظفر بشراكة استراتيجية مع الأجانب ، بالإضافة إلى استياء الجمهور الزائر لاختتام التظاهرة وعدم علمهم بها إلا عند نهايتها ، واشتكوا من غياب قنوات الاتصال معهم ، خصوصا وأنه معرض الجزائر الدولي ، والذي ينتظره الكل ، المحليون والأجانب ، لم يحقق أهدافه حسب المتتبعين ، لا من ناحية الاستثمارات والشراكة المنصفة للجزائريين ، ولا من ناحية التعريف بالمنتوج المحلي ولو للجزائريين. وتساءل الزوّار عن كيفية إقامة تظاهرتين كبيرتين “المعرض الدولي ومعرض التصدير الجزائري” ، في ستة أيام فقط ، وفي المقابل تُعد التظاهرتان فرصة للشركات والزبائن لإبراز الطاقات الوطنية أمام الأجانب ، لذلك بقيت الشركات الأجنبية العارضة تترقب من بعيد وتنتهز الفرص لتسويق منتجاتها ، واضعة اللجام على مشاريع التصنيع والإنتاج هنا. في حين عرفت الطبعة مشاركة أردنية قوية ، أعادت علاقاتها الثنائية مع الجزائر إلى عهدها السابق ، وذلك بالاتفاق مجددا على الرجوع إلى اتفاقية التبادل الحر المشتركة ، والتي مضى عليها نحو 10 سنوات من دخولها حيز التنفيذ ، لكنها توقفت بسبب منطقة التبادل الحر العربية ، والآن سيكون مفعولها ساريا من جديد ، وغير هذا فقد فشلت الطبعة ال43 في كسب الرهان.