احتفلت، أمس، العائلات البجاوية على غرار باقي مناطق الوطن، برأس السنة الأمازيغية الجديد 2968، خاصة أن هذه السنة أصبحت عيدا وطنيا بعد قرار رئيس الجمهورية، حيث تشكل هذا المناسبة التقويم الخاص بالأمازيغ، أو ما يعرف «ينَاير»، وتتميز بعادات تعكس تقاليد وعادات الأمازيغ، وتميزت الاحتفالات بتنظيم عديد التظاهرات الثقافية المتنوعة، و ذلك وسط أجواء تبعث على البهجة وإبراز التراث الأمازيغي العريق. أقيمت بهذه المناسبة معارض للمنتجات التقليدية الأمازيغية عبر دور الشباب، ضمت تشكيلة من الأواني الفخارية والألبسة والحلي والحلويات والأكلات التقليدية، التي استعملها أجدادنا الأمازيغ بمنطقة شمال إفريقيا، وتتمثل أهمها في فن النحت على الخشب والأواني الفخارية القديمة، إضافة إلى تنظيم محاضرات تروي تاريخ الأمازيغ وأمسيات شعرية أمازيغية ولقاءات أدبية تتناول البيوت التقليدية الأمازيغي وعادات وتقاليد يناير، إضافة إلى عرض أشرطة مصورة حول طريقة الاحتفال بيناير بالمنطقة. وتخلل هذه الاحتفالية التي جرت بحضور السلطات الولائية، تقديم نبذة عن تاريخ ورمزية الاحتفال بيناير من طرف علاوة على استعراض بعض الطقوس المتبعة لاستقبال بداية السنة الأمازيغية بولاية بجاية، وفي هذا الصدد صرحت إحدى المشاركات من أيت وغليس، أن هذه المناسبة تعبر عن تقاليد مميزة بجذور ضاربة في عمق التاريخ لازالت تحتفظ بها العائلات. وتذكر الروايات الشعبية أن الاحتفال بيناير يعود إلى تعلق سكان منطقة المغرب العربي بالفلاحة والأرض، ويمثل يناير بداية السنة الفلاحية ويكون في الثاني عشر من شهر جانفي من كل سنة ميلادية، غير أن التقويم الأمازيغي يسبق التقويم الميلادي بحوالي 951 سنة، أما بعض المصادر التاريخية فتقول إن بداية الاحتفال بالسنة الأمازيغية يعود إلى الانتصار الذي حققه الملك الأمازيغي شيشناق، على الفرعون المصري رمسيس الثاني في معركة طاحنة. ومن العادات السائدة بمنابة يناير حلق شعر الطفل الذي بلغ السنة من عمره، حيث يشتري له والده لباسا جميلا وبرنوسا أبيض، ويتم وضعه داخل قصعة كبيرة، وترميه إلى النساء المتقدمات في السن بالحلوى والمكسرات والسكر وكذا البيض، وتجتمع العائلات حول مائدة العشاء، وفي كثير من الأحيان توكل مهمة الطبخ إلى امرأة كبيرة في السن تقدمه وسط ديكور تقليدي للحاضرين.