الأمن وعودة الجزائر إلى المحافل الدولية والتنمية أهم الإنجازات احتفل أمس مجلس الأمة بمرور عقدين كاملين على إنشائه، ذكرى تزامنت والسنة الثانية للمصادقة على التعديل الدستوري من قبل أعضاء ونواب البرلمان بغرفتيه، ولعل ما ميز الحفل رسالة إشهاد وعرفان وجهها أعضاء مجلس الأمة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قرأها عضو مجلس الأمة والوزيرة السابقة نوارة سعدية جعفر، وقام مجلس الأمة بالمناسبة بتكريم الرئيس بوتفليقة استلمه نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية وممثله في الحفل حبة العقبي. لم يفوت أعضاء مجلس الأمة، مناسبة احتفالهم بالذكرى 20 لتأسيس مجلس الأمة التي جرت بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة والوزير الأول أحمد أويحيى مرفوقا بكل الطاقم الحكومي، لمخاطبة رئيس الجمهورية «الابن البار ببلاده، والمجاهد الفذ إبان الثورة الخالدة، والمسؤول المقتدر بعد الاستقلال والرئيس الملهم»، مؤكدين أن واجب العرفان يقتضي تسجيل «للأمة والتاريخ الرعاية المتواصلة لرئيس الجمهورية لمجلس الأمة»، الذي وضع ضمن أولوياته تعزيز التشريع في بلادنا وصون البرلمان الجزائري بغرفتيه، وقد حمل آخر تعديل دستوري تاريخي كرس تعزيز صلاحيات الغرفة العليا. كما عرجوا بالمناسبة على بعض الانتصارات التي تحققت تحت القيادة الرشيدة للرئيس بوتفليقة، تأتي في مقدمتها «الانتصار على الفتنة بعد عقد مظلم من الزمن، ونفق طويل من المأساة الوطنية»، وذلك بعد مبادرته ب «وأد الفتنة والقضاء على أسبابها، وتجفيف منابعها، فكان قانون الوئام المدني الذي التف حوله الشعب بكل أطيافه»، متبوعا ب»خطوة تاريخية أخرى» ممثلة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، التي أصبحت نموذجا تعتمده البلدان والمجتمعات والتي تعد «وصفة متفردة في لم الشمل وتجاوز الخلاف واسترجاع الأمن والطمأنينة. وذكروا في السياق، بالأهمية الكبرى التي أولاها رئيس الجمهورية «لدعم الجيش الوطني الشعبي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي خطا خطوات مشرفة على درب القوة والاحتراف والوفاء، لمهامه الدستورية وكذلك كان الأمر مع مختلف أسلاك الأمن التي عرفت عصرنة وتفوقا مبهرين». وبعدما توقفوا عند الإصلاحات التي تتعلق بالعدالة والتربية والإدارة، مذكرين بتجاوب الرئيس بوتفليقة مع النداء التاريخي ووضع قيمنا الوطنية فيما يجب أن تكون عليه من رفعة وحظوة، وذلك بتعزيز عناصر الهوية الوطنية دستوريا، ووضعها في منأى عن أي هاجس أو تلاعب أو استخدام مبيتين، مثمنين «قراره الحكيم القاضي بترسيم الناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر»، أمر ليس بغريب لاسيما وأنه أكد مرارا أن «التاريخ للجميع، وأن الذاكرة الوطنية تبقى في حماية الدولة وفي صميم عنايتها». وإلى ذلك أشادوا بوقوفه إلى جانب الأسرة الجزائرية بالحفاظ على كيانها وتحصينها باعتبارها خلية فاعلة ثابتة في حركة المجتمع ومتغيراته، إلى جانب صون مقام المرأة وإعلاء شأنها، بتمهيده السبيل لها للحضور القوي في المجتمع، وفي مؤسسات الدولة، وفي مختلف الهيئات المنتخبة والحفاظ على حقوقها الاجتماعية، بالموازة مع العناية التي أولاها للشباب. تسديد ديون الجزائر، وإعادة البلاد إلى أدوارها الإقليمية والدولية وتحريك الآلة الدبلوماسية، والوقوف إلى جانب التنوع في الآراء وكسر أغلال أعاقت أداء الإعلام والصحافة، وكذا التفرغ إلى التنمية والبناء، أبرز البصمات لرئيس الجمهورية، الذي لم يغفل الاستشارة في مواضيع مصيرية التي لم تقص فئة ولا تيارا، تضاف إلى التبصر الذي جنب البلاد ويلات التربص الخبيث، وجعلها في مأمن عن كل ما يحاك من دسائس وبث للسموم والفوضى الهدامة، إلى جانب مساعدة الأشقاء المتضررين الذين استرشدوا بحكمته. وخلصوا في إشهادهم إلى القول، «إن الشعب الذي استمسك بمنهجكم وآمن بمشروعكم الحضاري وأعطاكم ثقته كاملة ومطلقة في كل مساعيكم، هذا الشعب العظيم جدير بأن تستمروا في إسعاده، وأن تواصلوا مسيرة البناء من أجل غده ومستقبله».