وجه مجلس الأمة، بمناسبة تنظيمه أمس، احتفالية الذكرى العشرين لتأسيسه والذكرى الثانية للمصادقة على التعديل الدستوري، رسالة إشهاد وعرفان إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، سلطت الضوء على بعض الانتصارات التي حققها منذ انتخابه رئيسا للبلاد، أبرزها الانتصار على الفتنة بعد عقد مظلم من الزمن ونفق طويل من المأساة الوطنية. الرسالة التي قرأتها باسم الغرفة العليا، العضو نوارة جعفر، أبرزت جهود الرئيس بوتفليقة في وأد الفتنة والقضاء على أسبابها وتجفيف منابعها، "فكان الوئام المدني الذي التف حوله الشعب بكل أطيافه مؤيدا ومهللا لعودة الاستقرار ولأمن للوطن، لتليها خطوة تاريخية أخرى وهي مبادرة الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية، التي وضعت حدا للتنافر والشقاق، ليصبح ذلك بمثابة النموذج الذي تعتمده البلدان والمجتمعات التي تعرف القلاقل وعدم الاستقرار". وأبرزت الرسالة مدى تقدير الشعب الجزائري لصدق الوعد الأول للرئيس بوتفليقة والقاضي باسترجاع السلم وإرساء المصالحة بين أبناء الشعب الواحد، مشيرة إلى أن البلاد أضحت اليوم تنعم بالأمان وتعيش في رحاب الاستقرار، لاسيما بإيلاء الأهمية الكبرى لدعم الجيش الوطني الشعبي الذي خطا خطوات مشرفة على درب القوة والاحتراف والوفاء لمهامه الدستورية، وكذا مختلف أسلاك الأمن التي عرفت في عهد الرئيس بوتفليقة عصرنة وتفوقا مبهرين. فضلا عن ذلك، سلطت الرسالة الضوء على فتح رئيس الجمهورية لملفات الإصلاح الوطني، لاسيما فيما يتعلق بالعدالة والتربية والإدارة، معتمدا في ذلك على انتقاء خيرة الخبراء والمختصين في شتى مجالات المعرفة والمهنية، أسندت إليهم لجانا كانت ورشات حقيقية مع الحرص على وجوب التفحص والتمعن قبل اتخاذ القرارات ووجوب الاستنارة بذوي الاختصاص تثمينا لجهودهم وإيمانا بمقدرتهم على إيجاد الحلول الناجعة. وإذ أشارت إلى أن ثمار الجهد الإصلاحي أضحى منوالا دائما وثقافة راسخة في مؤسسات الدولة، أبرزت رسالة الإشهاد والعرفان جهود رئيس الجمهورية في تعزيز عناصر الهوية الوطنية دستوريا ووضعها في منأى عن أي هاجس أو تلاعب أو استخدام مبيتين، علاوة على إعلائه شأن الموروث الوطني العريق الممتد في التاريخ، مضيفة أن خير برهان على ذلك "قرار ترسيم يناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر". كما أبرزت الرسالة وقوف رئيس الجمهورية إلى جانب الأسرة الجزائرية "التي حفظ كيانها وحصن معدنها ووجودها المتنامي كخلية فاعلة ثابتة في حركة المجتمع ومتغيراته"، علاوة على صون مقام المرأة الجزائرية وإعلاء شأنها، من خلال تمهيد سبيل حضورها القوي في المجتمع و ي مؤسسات الدولة ومختلف الهيئات المنتخبة. ولم تغفل رسالة العرفان جهود رئيس الجمهورية تجاه فئة الشباب التي أولاها العناية، من خلال إشراكها في التنمية والبناء والقيادة، مستندة في ذلك إلى إدراكها العميق لأهمية هذه الفئة في حاضر الجزائر ومستقبلها، فضلا عن تشجيعه للشباب في شتى ميادين العمل والثقافة والإبداع والرياضة. وتمت الإشارة في سياق متصل، إلى نجاح الرئيس بوتفليقة في تخليص الشعب الجزائري من ديونه في سابقة انحنى لها العالم احتراما، علاوة على إعادة البلاد إلى أدوارها الإقليمية والدولية بفضل تحريك الآلة الدبلوماسية، التي مكنت الجزائر من احتلال مكانتها المرموقة بين دول العالم وأقطابه بكل فعالية. وفي سياق إبراز جهوده في تكريس الديمقراطية، ذكرت الرسالة وقوف الرئيس بوتفليقة إلى جانب التنوع في الآراء و كسر مختلف الأغلال التي طالما أعاقت أداء الإعلام والصحافة في البلاد، مع الحرص على الرفق بالأقلام "وإن أساءت" من خلال تدابير ملموسة في تعزيز حرية التعبير. كما سجلت عدم تهميشه رأي العارفين والخبراء في السياسة والاقتصاد والاجتماع موالين كانوا أو معارضين، مضيفة في هذا السياق "مازال يعرف عهدكم الزاهر عدة استشارات في مواضيع مصيرية لم تقص فئة ولا تيارا وكنتم في ذلك حريصين على أن تكون أبواب الحوار مفتوحة للجميع وكان ذلك بتوجيهاتكم ومتابعتكم، وسيقف التاريخ طويلا عند مسعاكم هذا الذي أسس لثقافة المشاركة والتسامح والتعالي عن مظاهر الاختلاف في القضايا الهامة والمحورية، فأثمر ذلك قوانين الإصلاحات المعمول بها اليوم". وتركزت جهود رئيس الجمهورية في التفرغ للتنمية والبناء وفقا لرسالة مجلس الأمة، من خلال التوجه نحو تعمير البلاد، إذ تجلت هذه الجهود في شق الطرق ومد السكك لآلاف الأميال وتشييد المساكن بأرقام مذهلة، إلى جانب إقامة السدود وازدهار الفلاحة وتضاعف المستشفيات والمدارس والجامعات وتوفير فرص العمل لكل الفئات وتحرير المبادرات. كما تم التطرق لإصلاح قطاعات العدالة والقضاء وعصرنة الإدارة والمؤسسات ومحاربة الفساد والإقصاء والحفاظ على الصفة الاجتماعية للدولة الجزائرية، لتشمل بعطفها الفئات المعوزة من الشعب. واستشهدت الرسالة بفضل الرئيس بوتفليقة في تجنيب البلاد ويلات "التربص الخبيث"، عندما اكتسحت القلاقل والفتن بلدانا شقيقة بتدبير خارجي مغرض، مشيرة إلى أن تبصر رئيس الجمهورية جعل الوطن في مأمن عن كل ما يحاك من دسائس وبث للسموم والفوضى الهادمة، في وقت لم يبخل فيه عن مساعدة الأشقاء المتضررين الذين استرشدوا بحكمته واستأنسوا بخبرته و سداد رأيه. للإشارة تم بعد تلاوة رسالة الإشهاد والعرفان، تنظيم مراسم تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما تميزت التظاهرة بعرض شريط وثائقي عن المجلس تحت عنوان "عشرينية صرح"، فضلا عن تنظيم معرض بمناسبة الاحتفالية تم خلاله عرض مسار مجلس الأمة منذ نشأته.