أعلن المفتش العام بالمديرية العامة للأمن الوطني عميد أول للشرطة، السيد محمد حوالف، أمس عن الانطلاق الرسمي للحملة الإعلامية والتحسيسية لحماية الشباب والتي تدوم 6 أشهر على مستوى 57 بلدية بالعاصمة، عبر 12 حافلة جوارية متنقلة خصصت لتقديم العلاج النفسي والتوجيهي للشباب المتواجدين بالأحياء وكذا أطفال المدارس وذلك في خطوة من مصالح الأمن الوطني لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الشباب من الآفات والجرائم التي غزت المجتمع الجزائري. وأكد السيد حوالف في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الأيام الإعلامية التحسيسية لحماية الشباب والتي نظمت تحت شعار ڤمعا لحماية مستقبل شبابناڤ، أن المديرية العامة للأمن الوطني تولي أهمية بالغة بالعمل الجواري وكذا بالشراكة مع مختلف الجمعيات التي تهدف إلى حماية الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، موضحا أن الحملة التحسيسية والتوعية التي نظمتها مصالح الأمن الوطني بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب تدخل في إطار حماية الشباب من الآفات الخطيرة كالمخدرات والجرائم. وبعد أن وصف المبادرة بڤالحسنةڤ والتي تحتاج إلى متابعة ودعم، أوضح ذات المسؤول أن الحملة التحسيسية هذه ستبقى مستمرة على مستوى العاصمة وبعدها ستواصل عملها في الولايات الأخرى. وخصصت المديرية العامة للأمن الوطني، لأول مرة 12 حافلة جوارية متنقلة -حسب المكلف بالإعلام بمصلحة الصحة والنشاط الاجتماعي بمديرية الأمن الوطني السيد سمير حميدي- لتقديم العلاج النفسي لأطفال المدارس، ولشباب الأحياء، ويؤطر هذه الحافلات أطباء عامون ومختصين نفسانيين مهمتهم التكفل بالشباب الباحثين عن مخرج لمشاكلهم وهمومهم والراغبين في إيجاد مناصب شغل أو إنشاء مشاريع خاصة بهم، حيث سيشارك في الحملة التحسيسية ممثلين عن الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب والبنك الخارجي الجزائري إلى جانب ممثلي عن وزارة التكوين المهني لتوجيه الشباب بدون صنعة إلى مراكز التكوين المهني المنتشرة بالتراب الوطني للاستفادة من تكوين في مجال معين. وتعد مبادرة التقرب من الشباب من خلال الحافلات الجوارية المخصصة للعلاج النفسي بدل انتظارهم بمراكز الإصغاء المتواجدة على مستوى الدوائر الأمنية، امتدادا لمبادرة الإسعاف النفسي التي سبق وأطلقتها المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب منذ ثلاث سنوات والتي انطلقت في العمل الجواري بسيارة إسعاف واحدة ليرتفع عددها في 2010 إلى 12 سيارة إسعاف نفسي ومدرسي بعد الدخول في شراكة مع المديرية العامة للأمن الوطني لتصبح تابعة لهذه الأخيرة. ويأتي تخصيص سيارات إسعاف مدرسية، بعد الانتشار المذهل لآفة المخدرات بين أطفال المدارس والثانويات وانتشار كل أنواع الجرائم بما فيها الاعتداء والسرقة. وحذّر رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب السيد عبد الكريم عبيدات في تصريح ل «الشعب» من تفاقم ظاهرة الاعتداء والسرقة واستهلاك المخذرات بين الشباب، وأطفال المدارس داعيا السلطات العليا للبلاد إلى ضرورة التفكير في إرساء إستراتيجية وطنية من شأنها التكفل بالفئات المنحرفة وتعالج بشكل نهائي الآفات الخطيرة . وفي تقييمه لتجربة منظمته المتعلقة بتخصيص سيارة الإسعاف النفسي، أوضح السيد عبيدات أن المبادرة لاقت إقبالا من طرف الشباب حيث وصل عدد المستقبلين على مستواها إلى 12 ألف شاب خلال الثلاث سنوات الماضية، تم تحويل الحالات الخطيرة منهم لاسيما المستهلكين للمخدرات إلى المركز الوقائي والعلاج النفسي التابع للمنظمة لمتابعة حالتهم إلى غاية الشفاء. ويعاني أغلب المترددين على سيارة الإسعاف النفسي من مشاكل اجتماعية كانعدام السكن، والشغل، إلى جانب تناولهم المخدرات وضلوعهم في أعمال إجرامية خطيرة. جدير بالذكر أن مبادرة المديرية العامة للأمن الوطني هذه سيتم مناقشتها وعرض نتائجها في أشغال الندوة الوطنية الثانية حول الشباب المنتظر تنظيمها في الأشهر القادمة.