وصف رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبيدات،الحملة الإعلامية التحسيسية التي تنظمها هذه الجهة بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني بالناجحة نظرا للإقبال الذي عرفته من طرف الشباب و الأولياء على حد سواء بعد أن جابت العديد من بلديات العاصمة ،مؤكدا أن 1000 شاب مدمن على المخدرات تقربوا من حافلات العلاج النفسي التي خصصت للاستماع لانشغالاتهم و محاولة إيجاد الحلول لها عن طريق الطاقم المتنوع من المربين والمختصين الذين جندوا لإنجاح هذه العملية. هذه المبادرة –يقول عبيدات –رئيس المنظمة تندرج في إطار المخطط الوطني للوقاية الجوارية و الذي يندرج بدوره في إطار توصيات الندوة الوطنية المنعقدة بين الحكومة والولاة تحت إشراف رئيس الجمهورية والمتعلقة بانشغالات الشباب حيت تسعى الجهات المنظمة من خلالها إلى وضع إستراتيجية وطنية لحماية هذه الشريحة من مختلف الآفات التي تهددهم ،ووقع الاختيار حسب ذات المسؤول على الأمن الوطني كشريك في هذه العملية والذي ساهم ماديا و معنويا للنهوض بواقع الشباب وإنقاد أكبر عدد ممكن من الآفات والجرائم التي غزت المجتمع الجزائري، وعرفت الحملة إقبال حوالي 1000 شاب مدمن على المخدرات بالإضافة إلى آخرين يعانون من مشاكل مختلفة ناهيك عن الأولياء الذين استقطبتهم التجربة منذ انطلاقها. وأفاد عبيدات أن الحملة جاءت بعد التفكير في كيفية التحكم في الشارع بعد أن تحول هذا الأخير إلى مدرسة يتعلم فيها الشباب مختلف أشكال الانحراف بداية من السرقة والعنف والإدمان حيث يرى أن محاربة هذه المظاهر السلبية لا يمكن لجهة وحدها و إنما تحتاج إلى تكاثف جهود عدة جهات وهوالأمرالذي قامت به المنظمة حيث جندت طاقما متكونا من أخصائيين نفسانيين واجتماعيين بالإضافة إلى تفعيل دور الخلايا الجوارية للأمن الوطني المكلفة بالوقاية من هذه الآفات بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة التكوين المهني والبنك الجزائري والأنساج ،وهذا من أجل الإجابة عن مختلف المشاكل التي يعاني منها الشباب و التي تبين من الحالات التي تقدمت إلى تلك الخلايا الاستماع لها و التي تنوعت بين الإدمان على المخدرات، اليأس، الإجرام، البطالة وغيرها. و تتمثل الحملة –يضيف محدثنا– في مرحلتين اثنتين تتعلق الأولى بالتحكم في الشارع من خلال التقرب من الشاب الذي غالبا ما يعاني من انقطاع بالنظام الاجتماعي وهذا بسبب المشاكل التي أدت إلى ذلك كالتسرب المدرسي و استقالة الأولياء عن أداء دورهم كما زادت البطالة و الفراغ و غيرها من الآفات في توسيع الهوة بين هذه الشريحة و المجتمع ،مشيرا في ذات السياق إلى الخطوة الهامة التي قامت بها المنظمة من خلال هذه التجربة والمتمثلة في التقرب من هؤلاء و ليس العكس كما كان معمول يه في السابق وهي الأولى من نوعها منذ الاستقلال والتي أثبتت نجاعتها و كان لها دور فعال في التقرب و الاستماع لمشاكلهم. تدوم هذه المرحلة إلى غاية شهر ديسمبر- يقول- لتنطلق مع بداية السنة الجديدة المرحلة الثانية والتي تستهدف تلاميذ المدارس و الثانويات بهدف محاربة الآفات الاجتماعية التي باتت تهدد المؤسسات التربوية وتمارس بالقرب منها،حيث تم في هذا الإطار الاتفاق مع الأمين العام لوزارة التربية الوطنية على المناطق التي ستحتضن حافلات الإسعاف المدرسي والتي تتمثل في فرق نفسية بيداغوجية متنقلة ليسدل الستار على التجربة بأكملها خلال شهر مارس المقبل كتجربة أولية بالعاصمة حيث ستخضع للتقييم من طرف القائمين عليها و يتم الشروع في تعميمها على مختلف ولايات الوطن. وأكد محدثنا أن التجربة كانت ناجحة بنسبة كبيرة و هذا من خلال سبر للآراء قامت به المنظمة شمل الأولياء و جمعيات الأحياء و المتتبعين لها و الذين أبدوا استحسانهم للمبادرة رغم وجود بعض النقائص و المتمثلة في غياب بعض الوزارات المعنية بالأمر كالشبيبة و الرياضة و التضامن الوطني و التربية ،مطالبا هذه الجهات إلى الالتحاق بالحملة قبل نهايتها. وفي ذات السياق أشار عبيدات إلى نقص المرافق التي تعتني بالشباب و تحميهم من الانحراف كالمخيمات على سبيل المثال خاصة و أن هؤلاء مقبلين على العطلة الشتوية ،كذلك بالنسبة لدورالشباب التي تغلق أبوابها في الخامسة مساء،داعيا القائمين عليها بضرورة تغيير الإستراتيجية المعتمدة في الوقت الحالي بتفعيل دور هذه المرافق و تجديد النظام الذي تعتمد عليه حتى يتم انتشال الشاب من الشارع. و سمحت الحملة التحسيسية التي تجوب شوارع و أحياء بلديات العاصمة التي تعرف انتشارا كبيرا للآفات الاجتماعية بكسر الحاجز الموجود بين الشباب والأمن الوطني و أن هذا الأخير موجود لحمايتهم من مختلف الأخطار التي تتربص بهم.