الجزائر العاصمة: مشاريع تخفيف الضغط المروري تشهد تقدما ملحوظا    سيتم إغراق السوق بالقهوة وسنضرب بيد من حديد المتلاعبين    ما يقوم به الصهاينة من إبادة في غزة نتيجة هذا الوعد المشئوم    ارتفاع حصيلة الغارة الصهيونية على بلدة "برجا" بجبل لبنان إلى 20 شهيدا    الإطاحة بشبكة إجرامية منظمة مختصة في التهريب الدولي للمركبات    كلمة وفاء لأهل الوفاء .. للشهيد طيب الذكر الشيخ يوسف سلامة    الرئيس تبون يفتتح اليوم الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب    الرئيس تبون يستقبل وفد الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلس    مواصلة تطوير الشراكة بما يحقّق مصالح الشعبين    الاحتلال الصهيوني يواصل تجويع سكان غزة    بوغالي يستقبل وفدا عن الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف الشمال الأطلسي    استثمارات فلاحية كبرى جديدة في الجنوب    "حلف الشيطان" يتمرد على قرارات الأمم المتحدة    كرة اليد/ مونديال- 2025: أربع اختبارات ودية في برنامج السباعي الجزائري بتربص بولونيا    نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يتحادث بكاراكاس مع رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية    الصحراء الغربية: 300 مراقب أجنبي طردهم المخزن من المدن المحتلة منذ 2014    رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يدين جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة    الانتخابات الرئاسية الأمريكية : فتح صناديق الاقتراع للتصويت    الحرب على غزة لا تعني الفلسطينيّين وحدهم    يوم إعلامي حول نظام الحماية الاجتماعية    محرز يرفض الاحتفال ويوجّه رسالة قوية لبيتكوفيتش    بلومي يُحرج بيتكوفيتش وينافس حاج موسى وبوعناني    المنتخب الجزائري يظفر باللقب عن جدارة واستحقاق    المنيعة.. نتائج "مشجعة" في زراعة نبات دوار الشمس الزيتي    18 ألف هكتار أراضٍ مسقية في عين تموشنت    37 مليارا لصيانة عمارات حي منتوري بقسنطينة    الإنارة غائبة واختناقٌ مروري داخل الحي    بحث نتائج زيارة رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان    تحديد قيمة 550 ملك عقاري    تظاهرة متطوعي التراث العالمي.. إطلاق أسبوع التراث بباتنة    بمشاركة 1007 دار نشر من 40 بلد.. صالون الجزائر الدولي للكتاب يفتتح غدا    تندوف.. إفتتاح المهرجان الوطني للمونولوغ والفنون المسرحية    دعوة إلى الاهتمام بكتابة الثورة التحريرية    الاقتراب من تجربة واسيني الأعرج روائيّا وناقدا    بن ساسي يبدع في فلك الانطباعية    دعا زبائنه الى عدم تقديم أي معلومات حول الحسابات البريدية أو البطاقة الذهبية..بريد الجزائر يحذر من صفحات ورسائل نصية احتيالية    الجزائر – المملكة المتحدة: فرص الاستثمار موضوع منتدى بلندن    للتعريف بالإنتاج الوطني على المستويات الوطنية والدولية..اتفاقية إطار للتعاون بين الهلال الأحمر الجزائري ومجمع "ديفنديس"    التسيير المدمج للنفايات: مرافقة خاصة للطلبة وأصحاب المشاريع المهتمين بالنشاط    تتولى تسيير أرضية رقمية تابعة للصيدلية المركزية للمستشفيات..خلية يقظة لتفادي التذبذب في توفير الأدوية    ينعقد في أكتوبر المقبل.. الجزائر ستحتضن ملتقى الشباب العالمي لمساندة القضية الصحراوية    تقديراً لنجاح المنتدى والدعم الذي يقدمه للشباب الجزائري والإفريقي : منتدى الشباب الإفريقي يكرّم الرئيس تبون    مشروع قانون المالية 2025: النواب يعبرون عن ارتياحهم للتدابير الرامية لتنويع الاقتصاد الوطني    فوفينام فيات فو داو: إعادة انتخاب محمد جواج رئيسا للاتحاد الإفريقي لعهدة أولمبية جديدة    وزير الصحة: إنشاء خلية يقظة لتفادي التذبذب في توفير الأدوية    كأس إفريقيا للأمم: أشبال "الخضر" في آخر محطة تحضيرية قبل دورة "لوناف"    حوادث المرور: وفاة 52 شخصا وجرح 1472 آخرين خلال أسبوع    بيع محل تجاري( قاعدة تجارية)    شبيبة القبائل تلتحق بكوكبة الصدارة    إجراء عملية القرعة يوم السبت المقبل لتحديد القوائم النهائية لموسم حج 2025    أين السعادة؟!    صلاح يصدم جماهير ليفربول    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    تأكيد على أهمية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    تدشين المخبر المركزي الجديد    من مشاهد القيامة في السنة النبوية    قصص المنافقين في سورة التوبة    الاسْتِخارة سُنَّة نبَوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرار سياسي مستقل يرفض المساومة على السيادة
أمن وسلام الساحل يقرره بلدانه
نشر في الشعب يوم 12 - 10 - 2010

أعطى الخبير في المسائل الأمنية الياس بوكراع مقاربة عن منطقة الساحل الإفريقي والصراعات الخفية والمكشوفة المحركة من أكثر من طرف داخلي وخارجي بغرض إبقاء المنطقة مهتزة هشة لا تقوى على النهوض والتنمية.
وكشف المحلل في إعطاء نظرة معمقة للأشياء والتوقف عند كبريات الأمور وصغرها والتدقيق في تفاصيلها عن منطقة الساحل ما لها وما عليها في ندوة فكرية بمركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية. وهي ندوة أثيرت فيها نقاشات وتساؤلات عن ما ضي الساحل حاضره ومستقبله والمؤامرات المحاكة ضده من الخارج بمعية قوى الداخل لأغراض مصلحية والجري وراء بسط النفوذ والسيطرة على الثروة التي تحمل قيم لا تقدر بثمن.
واظهر الخبير المتخصص في القضايا الإرهابية وله مؤلفات في الحركة الاسلاموية الشبكة العنكبوتية الممتدة إلى أعماق المعمورة وأطرافها متى دخلت دول الساحل إلى حالة التوتر وكيف يوظف وضعها المهتز في إبقائها على أللاستقرار والسقوط الحر في التناحر القبلي الاثني المولد للانفجار واهتزاز الأمن الوطني والإقليمي على حد السواء.
وراح بوكراع وهو نائب مدير المركز الأفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب بالمحمدية بالعاصمة، يعرج عن الأسباب التي ولدت وضعية الاهتزاز السياسي في الساحل الممتد من موريتانيا إلى القرن الأفريقي ولماذا عجزت الدول الوطنية في بعث مشروع إنمائي يخرج المنطقة من عنق الزجاجة ويعيد الأمل لسكانها التائهين في الربوع الخالية الذين يئسوا من انتظار الغد الذي لم يأت. وملوا من الوعود الوهمية لأصحاب القرار الذين عجزوا في إقامة علاقات ثقة معهم بالتكفل بانشغالهم وهمومهم. الأكثر والأخطر أن الكثير من القادة متورطين حتى النخاع في الوضع المأساوي للمنطقة التي فعلت كل شيء عدا إصلاح الأمور واتخاذ من الإخفاق والتعثر خطوة انطلاق إلى الأمام في معركة التنمية كل الرهان.
وحمل الياس بوكراع هؤلاء مسؤولية بقاء الوضع السياسي الأمني الاقتصادي في أدنى المستويات بوضع المواطنين الذين منحوهم ثقة التمثيل ومصداقية الشرعية ، خارج إطار اهتماماتهم مفضلين التحالف مع مستعمر الأمس والقوى الخارجية النافذة من اجل صفقات مربحة تؤمن لهم البقاء في الحكم وتقاسم المنافع الريعية إلى ابعد الحدود.
وقال بوكراع في هذا الصدد بلغة حاسمة: صحيح أن العامل الخارجي موجود في أزمة الساحل معترف به من الخاص والعام، لكن مسؤولية الدول الوطنية كبيرة أيضا لا يمكن شطبها وإلغائها بجرة قلم. لان هذه الدول لم تفعل شيئا تجاه تحريك الوضع نحو التنمية وتوظيف الخبرات والثروات في العملية بل ساهمت في تحويلها إلى الخارج عبر الشركات المتعددة الجنسيات التي تتغذى وتتقوى من لا استقرار الساحل.
وهذا ما يفسر لماذا تحول الساحل إلى منطقة عبور للحركات الإرهابية التي تسللت اليه عبر بوابة الهشاشة الأمنية ، ووسعت شبكتها بتواطؤ عصابات متعددة الأنشطة و قبائل اثنية معارضة للحكم المركزي رأت فيها خطا فرصة الضغط من اجل الانتقام أو انتزاع فرصة تقاسم الثروة وجلب الاهتمام.
هذا ما يفسر أيضا لماذا يستمر الساحل في البقاء فضاء لتجارة الأسلحة والمخدرات والسجائر وكلها أنشطة بيد عصابات تعرف خبايا المنطقة وتتعامل مع شركائها تدر عليهم هذه التجارة المال الوفير وتكسبهم ثروة بلا وجه حق. وتحولهم بين ليلة وضحاها إلى بارونات قادرون على فعل كل شيء تسقط أماهم الممنوعات والمحظورات.
هذا هو الساحل بمشاكله وتناقضاته وخصوصيته والصراعات المحتدمة حوله لإبقائه في الوضع المهتز غير القادر على مقاومة الطوارئ والآتي. هذا هو الساحل الذي يوجد على فوهة بركان تجوبه الجماعات الإرهابية طولا وعرضا وتتحدى الدول الوطنية الغارقة في وضع صنعته لنفسها.
الساحل المدرج ضمن الاهتمام الدولي وتصاغ القوى المتنافسة استراتيجيات لإبقائه في وضعية التبعية المطلقة.وساعدها في هذا دول المنطقة التي لم تنظر إلى الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة من زاوية واحدة .ولم تندمج بجدية في الخطة الإستراتيجية المشتركة المطالبة بمحاربة الإرهاب عبر سياسة شاملة تبعث التنمية من الأساس وتعيد الأمل الضائع للنفوس وتكرس الثقة من العودة من بعيد إلى عصبة الأمم كامل السيادة لا تقبل بصفقات من اجل رهن الاستقلال والمستقبل.
إنها الإستراتيجية التي تتمسك بها الجزائر وتحسس الآخرين بها اعتقادا راسخا منها أن امن دول الساحل يتقرر منها واليها.وهو الموقف الثابت للجزائر الذي كرره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على مسامع نظرائه في اجتماع ألتشاوري لبلدان الساحل بسرت الليبية. وكان محور أساسي في اجتماع رؤساء أركان بلدان المنطقة الأخير بتمنراست.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.