عبر العديد من عمال القطاع الاقتصادي العمومي عن أملهم في زيادة أجورهم قبل انعقاد قمة الثلاثية مثلما أعلنت عنه الحكومة والمركزية النقابية في العديد من المحطات، ويتساءل عمال قطاع الثقافة والإعلام عن هذا التأخر الذي لا تفسيرات منطقية له طالما أن الزيادات من ميزانيات المؤسسات وليست من الخزينة العمومية مثلما جرى الأمر مع الوظيف العمومي. تسعى السلطات إلى طي ملف الزيادة في الأجور قبل نهاية السنة الجارية بعد التأخر الكبير في القطاعات بسبب عدم الوصول إلى أرضية اتفاق حول نسب الزيادة والاختلاف بين الأطراف المقررة، فمجلس مساهمات الدولة يتفاوض من اجل زيادات تعتمد وفقا لوضعية المؤسسات الاقتصادية العمومية بينما تحاول النقابات افتكاك زيادات تكون مطابقة لغلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة والمواد الاستهلاكية، وهو ما جعل المفاوضات تطول وتتعثر في العديد من المرات لتحل الشائعات محل القرارات حتى بات يخيل للعمال أنهم سيحرمون من الزيادات في اقرب وقت، خاصة وأن قمة الثلاثية ستكون قبل نهاية السنة أي حوالي شهرين فقط. وتأمل أسرة الإعلام العمومي في تطبيق الزيادات بأقرب وقت خاصة من قبل عمال المطابع والصحافة المكتوبة بعد أن بلغ مسامعهم أن التلفزيون والإذاعة والمركز الدولي للصحافة ومؤسسة البث التلفزي والإذاعي ووكالة الأنباء الجزائرية قد أكملت المفاوضات وستعلن عن الزيادات الرسمية في 28 أكتوبر الجاري الذي يصادف الاحتفالات بالذكرى ال 48 لإعادة بسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون. وتتساءل الأسرة الإعلامية عن سر التأخر في هذه المسالة. فهناك العديد من القطاعات التي تتواجد في وضع مالي غير مريح غير أنها استفادت من الزيادات ومن الأثر الرجعي فعمال النقل بالسكك الحديدية لم يكونوا مبرمجين في الزيادات بالنظر للأوضاع المالية الصعبة للمؤسسة والاستثمارات الضخمة التي تلقاها القطاع في السنوات الأخيرة غير أن دخولهم في حركة احتجاجية وإضرابات عجل بالوصاية للتدخل ورفع الأجور في ظرف قياسي مستفيدين من الأثر الرجعي، بينما بقي قطاع الإعلام والثقافة دون بوادر انفراج قريبة. وتأمل أسرة الإعلام في أن تطبق الزيادات قبل نهاية السنة الجارية شانها شأن القطاعات الأخرى في ظل تدهور أوضاعها الاجتماعية وكثرة الضغط الذي يفرضه واقع المهنة، فجل الصحفيين باتوا يعانون من أمراض مزمنة والكثير منهم يفتقد سكنا وظروفه المعيشية في أسوا الأحوال. مع ذلك يبقى الصحفي يحمل الأمل في تغير الوضع، ويبقى تسطير سلم أجور يعكس مكانة الصحفي اجتماعيا أحسن حال لهذه الفئة من المجتمع التي باتت مكانتها هامة بالنظر للتحديات والرهانات والأدوار الأساسية التي تلعبها لتقديم صورة لائقة عن البلاد والدفاع عن مكتسبات الأمة في وقت بات فيه الإعلام لا يقل أهمية عن صناعة السلاح والسياسة والاقتصاد ومنه إعطاؤه كل الإمكانيات للتفرغ لمستقبل البلاد.