توجت الروائية الجزائرية أمينة ميكحلي، بإحدى أهم الجوائز العالمية للشعر بميلان الإيطالية، بفضل قصيدة تنبض بالقيم الإنسانية، تضمنها آخر إصدار لها عام 2017 عن مؤسسة النشر والإشهار بالجزائر، يتعلق بالأمر برواية وسمتها ب «الرحال الساخن» NOMADE BRULANT». تغوص هذه المبدعة في عمق تاريخ ثورة التحرير المجيدة، لتداعب تفاصيل الحياة المفعمة بالحنين إلى الوطن، فلا الفقر والحرمان سببان كافيان يدفعان إلى هجرة مسقط الرأس والابتعاد عن الأرض التي تحكي الأصالة والتاريخ والعواطف الصادقة، ولأن النفس لا تهدأ بعيدا عن الوطن والعائلة والأصدقاء.. بالرغم من أن الإعلام لم يسلط الضوء على تتويج الجزائرية المبدعة أمينة ميكحلي في أكبر جائزة عالمية للشعر، والتي تحتفي بالمبدع السينغالي LS SENGHOR وكان ذلك شهر ديسمبر الماضي، لكن الشاعرة والروائية أمينة، تصر على مواصلة الاحتراق وتهتم بكل ما لديه خصوصية جزائرية، فبعد القصيدة التي كتبتها على لسان بطل روايتها «Nomade Brulant» وتعد روايتها الثانية في مسارها الإبداعي، تواصل شق طريق الاحتراق لتقدم باللغة الفرنسية أدبا راقيا يقدم صورة رائعة عن المرأة الجزائرية. يمكن القول إن أمينة مبدعة بالفطرة، لأنها في سن مبكرة لا تتعدى 6 أعوام تمكنت من كتابة الشعر الذي يستهويها كثيرا، وكان أول ديوان شعري لها صدر في السوق عن مؤسسة النشر والإشهار «الأحصنة والأساطير» «Chevaux et Legendes» عام 2015، وتعاونت فيه مع المصور ناصر وضاحي أي قصائد تقابلها الصور، في حين روايتها الأولى تحمل عنوان «سر جيرال» ،»Le secret de la girelle. علما أن هذه الرواية تأهلت ضمن الروايات التي كانت مرشحة للفوز بجائزة «آسيا جبار» عام 2016. وتسلط الضوء على الفن التشكيلي الذي تزخر به الجزائر، لأن بطلة الرواية تحترق في بحثها لإيجاد اللوحة المفقودة وتبحث عن أصولها حيث تختزل 5 أجيال كاملة، وحاولت أن تسكب في هذا العمل الإبداعي آلام ومعاناة المرأة، علما أن بطلة الرواية رغم أنها أمية لكنها تعشق الفن التشكيلي وتتذوقه بحب وذكاء. وبخصوص فوز الشاعرة الروائية بالجائزة العالمية للمبدع السنغالي SENGHOR بمدينة ميلان الإيطالية، حيث سافرت على نفقتها الخاصة لتتوج بالجائزة عن قصيدة تحمل عنوان «أنا منكم» أي «Je suis de vous» التي ألقاها بطل رواية «الرحال الساخن»، لكن الروائية الشاعرة أمينة ميكحلي من كتبها. علما أن هذه الرواية كتبتها في مدة طويلة لا تقل عن 7 سنوات، حيث تحكي قصة طفل خلال ثورة التحرير المجيدة وتخبره أمه بأنهم رحالة، كون فرنسا الاستعمارية تحاصرهم، لكن هذا الطفل تمنح له فرصة الدراسة، وبعد ذلك تقوم معلمته الفرنسية باصطحابه إلى فرنسا وتقوم بتربيته، لكن عندما يكبر يتشكل في نفسه حنين قوي لبلده وللصحراء ولأمه، ويحكي أنه رغم معاناة الجوع والمرض والفقر التي عاشها في وطنه إبان الاستعمار، لكنه كان يشعر بالسعادة في أحضان الوطن والأم الدافئة. وتتمنى الأديبة التي تجمع ما بين موهبتي الشعر والرواية، ترجمة هذا العمل المثير الذي يستحق القراءة، كونه يتحدث عن موضوع حساس وشديد الأهمية، وفوق كل ذلك يروي قصة حقيقية جمعتها أمينة طيلة سنوات عديدة من شهادات حية.