الأطباء تنقلوا إلى بيوت المرضى للتكفل بهم استنفرت مديرية الصحة لولاية تيارت جميع مواردها البشرية وسخرت إمكاناتها المادية من أجل توقيف زحف داء الحمى الألمانية والحمى العادية التي اجتاحت الولاية مؤخرا. بحسب «خروبي نجاة»، طبيبة أخصائية في علم الأوبئة والطب الوقائي، فإنه تم تسجيل 497 حالة وباء بما يسمى «البوحمرون». وقد سجلت أكبر حصيلة بدائرتي تيارت وقصر الشلالة إلى غاية تاريخ 30 مارس المنصرم. 170 حالة بتيارت لوحدها من بين 42 بلدية المشكلة للولاية. وقد سخرت مصالح مديرية الصحة طاقما طبيا ونفسيا للتكفل بحالات المصابين، وفريقا طبيا لعمليات التلقيح ضد داء الحصبة الألمانية والحصبة العادية بالمؤسسات العمومية الجوارية والمراكز الطبية وقاعات العلاج بالأرياف والمناطق النائية. وقد مست العملية جميع شرائح المجتمع، من الفئة العمرية ما بين 6 أشهر إلى 40 سنة. وشملت عملية التلقيح 115 ألف متمدرس لقحوا بالمدارس والمؤسسات الاستشفائية. كما سخرت فرق متنقلة تجوب الأرياف للتحسيس بعملية التلقيح التي سخرت لها إمكانات معتبرة. ولا تزال عملية التحسيس متواصلة عبر المصحات وبالمدارس، غير أن بعض الملقحين انقطعوا ولم يواصلوا العملية، مما اضطر بعض المشرفين على العملية إلى التنقل الى بيوت المصابين، مثل ما جرى بريف بلدية سيدي عبد الرحمان عندما تنقل الطبيب حسين بن رابح إلى بيت هذا الطفل وقام بإجراء عملية التلقيح الاستدراكية. وللوقوف على إجراءات عملية التلقيح والتحسيس، تنقلنا إلى مصلحة الوقاية التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية لدائرة عين كرمس، حيث أحصت المؤسسة إصابة 8 حالات بداء الحمى الألمانية تم التكفل بحالاتهم. وقد صرح الطبيب مزيان بن رابح، من مصلحة الوقاية، أن نسبة التغطية بلغت 95٪ بالنسبة لعملية التلقيح بدائرة عين كرمس ببلدياتها الخمس، حيث تم تلقيح 100 شخص استجابوا لجميع الحالات، سواء العادية زو الاستدراكية. وبحسب السيد بشير تركي، إطار بالمؤسسة الاستشفائية، فإن مخزون اللقاح بالمؤسسة الاستشفائية التي تشرف على إدارتها السيدة صوفي داودية، فإن عدد اللقاحات المخزنة بلغت 3 آلاف جرعة. وتعود أسباب الحالات المسجلة، بحسب نفس المتحدث، إلى انتشار العدوى بالسوق الأسبوعية. كما ساعدت الحملة التحسيسية والوقائية التي قامت بها المؤسسة الاستشفائية لدائرة عين كرمس، ورافقتها «الشعب» فيها آنذاك، في عدم انتشار الوباء، لا سيما بين السكان الرحل بمناطق القطيفة وضاية بن هوار وغيرها من المناطق. عملية التحسيس فور انتشار خبر الوباء أدى بالمواطنين الذين أصيبوا بأعراض مختلفة، الى التحاقهم بالمؤسسات الاستشفائية رغم ان أغلبها لم يكن بسبب الحمى الألمانية، مما قلل من حالات الإصابة بها. وعن عدم استجابة البعض لعملية التلقيح، فقد يعود إلى جهل الأولياء وكذا الحملة الإعلامية التي شنتها بعض وسائل الإعلام على اللقاح، لاسيما بالمؤسسات التربوية. وفور سماع انتشار المرض سارع العديد من المواطنين، بحسب الأطباء، إلى المطالبة بإجراء اللقاح لأبنائهم، خاصة بعد تسجيل حالتي وفاة بتيارت والعملية متواصلة. وقد طالب المشرفون على التلقيح، المواطنين بتسهيل عمل القافلة التحسيسية والعاملة في مجال التلقيح للمساعدة على التقليل من خطر الوباء. وأرادت مديرة المؤسسة العمومية الاستشفائية داودية صوفي من خلال منبر «الشعب»، كما قالت، تقديم الشكر لأعوان ومديرية الصحة جراء المجهود الذي بذلوه دون كلل لتوقيف زحف داء الحمى الألمانية أو الحصبة، وكذلك الشكر لمديري المؤسسات التربوية على تفهمهم ومساعدتهم في تنفيذ مهام مستخدمي الصحة المدرسية.