انتخب البرلمان الكوبي ميغال دياز كانيل رئيسا جديدا لكوبا خلفا لرؤول كاسترو، ولد كانيل بعد الثورة بسنتين العام 1961، وهي السنة التي شهدت عملية «خليج الخنازير» التي تعتبر أكبر وأشهر مهمة نفذتها المخابرات المركزية الأمريكية للإطاحة بنظام فيدال كاسترو إلا أنها باءت بالفشل كالمئات من المحاولات السابقة واللاحقة ل»سي.آي.آي» لتصفية كاسترو. يبدو أن الرئيس الجديد متشبع بمبادىء الثورة الكوبية إلى درجة أنه وصف مبادرة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الولاياتالمتحدة وبلاده على مدار 5 عقود، بالطريقة الجديدة للنيل من الثورة وتدميرها وهذا يعطي انطباعا ولو أوليا على أن الرجل لا ينوي الحياد عن الخط الكاستري، ليس من باب القناعة والوفاء فقط ولكنه يعلم جيدا أنه سيصطدم بالحزب الشيوعي الكوبي (بي.سي. سي) الذي يتحكّم في كل مفاصل الدولة ولا يزال تحت رئاسة راؤول كاسترو الشقيق الأصغر لأبي الثورة حكم البلاد منذ 2006 - بعد تنازل شقيقه فيدال عن الحكم بسبب تقدمه في السن ومصاعبه الصحية - إلى غاية أمس الأول. هذا يؤكد بما لا يترك مجالا للتأويل أن كوبا كانيل غير على تغييرات كبيرة في سياستها الخارجية، سيما في علاقتها مع واشنطن خاصة وأن الرئيس الأمريكي ترامب وبمجرد وصوله إلى السلطة تراجع عن ما أنجزته الإدارة السابقة وسارع إلى إدراج كوبا في قائمة الأعداء مجددا وهذا ما قد يبرر التقرّب الكوبي الحذر من واشنطن ويبدو أن الندوة المشتركة الشهيرة التي جمعت الرئيسين رؤول كاسترو وباراك اوباما وإمساك الأول ليد الثاني عندما حاول وضعها على كتفه - لأخذ صورة مشتركة - كانت رسالة واضحة إلى نظيره الأمريكي مفادها أن البلدين لم يصلا إلى مرحلة العناق والأحضان بعد. هذا المنطق نفسه الذي سيتعاطى به كانيل مع واشنطن وذلك طبعا تحت رقابة وتوجيهات كاسترو من يعني أن من يتصور أن حكم آل كاسترو في كوبا قد ولّى فهو مخطئ. كما يبدو أن النهج الكاستري لن ينتهي غدا في كوبا حتى بعد رحيل رؤول كاسترو، كما أن السياسات الصلبة لإدارة ترامب اتجاه هافانا هي من ستساهم في صموده واستمراره.