ينحدر الزعيم الكوبي من عائلة تحترف الفلاحة درس الحقوق و تخرج في أوائل الخمسينات فصار محاميا عرفته محاكم كوبا بكلها حيث بدأ يظهر موقفا مغايرا من الرئيس الدكتاتوري بولخنسيو باتيستا ثم صار ضابطا و رحل إلى المكسيك إلى أن عاد على متن اليخت غرانما و قام رفقة شي كيفارا و أخيه راوول كاسترو بمحاولة الاطاحة بالحكم القائم و هو الحكم الذي كانت تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية و مخابراتها . أطاحت الثورة الكوبية بحكم باتيستا في 1959 فقد حارب فيدال كاسترو الأنظمة الليبرالية دون هوادة و في فبراير 2008 استقال من الرئاسة و من قيادة الجيش لصالح أخيه راووال الذي قاد معه الثورة الكوبية و استسلم للمرض الذي تمكن منه بشكل لافت في 31 جويلية 2006 و بدأت معاناته مع السرطان ثم الشلل الرعاشي. فيدال كاسترو أكثر المبحوث عنهم من طرف المخابرات الأمريكية فبعد اغتيال شي غيفارا في أكتوبر 1967 كان لزاما التخلص من كاسترو و لكن الرجل عمّر تسعين سنة وسط شعبه و شعوب أمريكا الجنوبية التي جمعها المصير المشترك و الثورة من أجل التحرر من الاحتلال الاسباني و بعد ذلك الوقوف ندا في وجه الامبريالية الأمريكية التي أغرت و رهّبت . كرفت فترة حكمة أكبر أزمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و الاتحاد السوفياتي في 1962 و هي الأزمة التي كادت أن تشعل حربا عالمية ثالثة خلال الحرب الباردة لولا الانسحاب السوفياتي. أزمة الكرايبي كما تسميها موسكو تمثلت في بناء قواعد سرية في كوبا لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى والتي تعطي الإمكانية ضرب معظم أراضي الولاياتالمتحدة و تفطنت واشنطن للفعل و انسحبت الترسانة السوفياتية كل ذلك وقع في عهد حكم الزعيم فيدال كاسترو حاولت المخابرات الأمريكية زعزعة نظام كاسترو في 1961 "غزو خليج الخنازير" فغزت خليج الخنازير والتي انتهت بالفشل الذريع. استقال فيديل كاسترو من رئاسة "كوبا" كوبا ومن قيادة الجيش في 18 أبريل بعد صراع دام 19 شهرا من المرض وقد تولى شقيقه "راؤول كاسترو" راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا ، و هذا لم يوقف الزيارات التي قادت زعماء أمريكا الجنوبية إلى الزعيم في زياراتهم إلى هافانا . تميزت علاقة فيدال كاسترو بالولاياتالمتحدة بأزمة لا مثيل لها في تاريخ العلاقات بين البدلين منذ انتهاء الاستعمار الإسباني و لم تهضم واشنطن إطاحة الثوار بحليفها باتيستا فناصبت الزعيمَ الكوبي العداء و فرضت على كوبا حظرا استمر لعقود و ظلت المخابرات المركزية الأمريكية تلاحق الرجل و نظامه و أججت عليه المعارضة و استقبلتها في كل ربوع الولاياتالمتحدة في محاولة لإسقاط النظام الشيوعي الكوبي و لكن لا شيء تحرك فالرجل ثوري حتى النخاع إلى أن ألانت واشنطن الجانب و نزل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذات يوم ربيعي ممطر من هذه السنة في مطار هافانا منهيا عقود من الجفاء و العداء بين دولتين تجمعهما جغرافية القارة الأمريكية و تفرقهما الإيديولوجية .