قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: إنه أبرم صفقات بقيمة 20 مليار دولار تقريبا مع الهند، لتنضم بلاده بذلك إلى سلسلة الدول التي تتزاحم للحصول على حصة في ثالث أكبر أقتصاد آسيوي.ويأتى ذلك فى اطار دعم الغرب لقوة الهند المتصاعدة. وفى هذا السياق توقع المؤرخ الأميركي الدكتور جوزيف كشيشيان أن تؤدي الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها الولاياتالمتحدة إلى انسحابها من منطقة الخليج العربي عاجلا أو آجلا. معتبرا أن الهند هي البديل الذي سوف يسيطر على المنطقة مستقبلا. جاء ذلك في محاضرة ألقاها مساء الأحد بالنادي الثقافي العماني في العاصمة مسقط تحت عنوان عوامل الاستقرار وعدمه بمنطقة الخليج العربي. ويرى كشيشيان أن الهند مؤهلة لخلافة أميركا كونها من الحلفاء المقربين لأميركا والغرب عموما. وهي تعد العدة لذلك كقوة اقتصادية ناشئة. وتقوم ببناء أسطول بحري بشراء غواصات نووية جديدة. متوقعا أن تصل قوتها البحرية لأكثر من 200 قطعة بحرية، وذلك خلال خمس إلى عشر سنوات. واعتبر المؤرخ أن الهند أقرب لهذا الدور من الصين، لأن الأخيرة رغم سرعة نموها الاقتصادي لديها مشاكلها الداخلية التي قد تحد من قدرتها على أن تحل محل أميركا. مشيرا إلى أن وجود سبعين مليون هندي بالمنطقة يعد عاملا هاما في ترجيح قوة الهند مستقبلا. من جهة أخرى، عزا المحاضر عوامل عدم الاستقرار في منطقة الخليج إلى مشكلات داخلية يرى أن تفاعلها هو الذي يجلب التدخلات الخارجية. مستشهدا في ذلك بفترتي الصراع العراقي الإيراني، والغزو العراقي للكويت، حيث اعتبر أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقع في فخ، لكن لم يوضح من الذي أوقعه في هذا الفخ. على صعيد آخر، وصف كشيشيان النفط بأنه عنصر هام في استقرار المنطقة خاصة أنه محط الاهتمام الأساسي للولايات المتحدة، وأضاف: أن عوامل البطالة وزيادة مستوى النمو السكاني وتطلع المواطن الخليجي لحرية التعبير والشفافية هي من العوامل الهامة التي تلعب دورا أساسيا في استقرار المنطقة من عدمه. وفي تصريح للجزيرة نت أكد كشيشيان أن الغرب لن يكون بمقدوره التدخل في أي منطقة طالما كانت متمتعة بحالة استقرار داخلي. وأكد أنه إذا حرصت المنطقة على بناء دولة المؤسسات وتحقيق العدالة والأمن الاقتصادي فسيتحقق الاستقرار الداخلي الذي سيمنع بدوره التدخلات الخارجية. وعن موقع الدور الأميركي الحالي من استقرار المنطقة وعدمه قال: إن عدم الاستقرار يتضح في أن الولاياتالمتحدة تتصرف أحيانا كأنها الدولة الوحيدة بالعالم. متوقعا نشوب خلافات بين دول المنطقة والولاياتالمتحدة خصوصا بشأن السياسة تجاه إيران. لكن كشيشيان رفض الإجابة على سؤال للجزيرة نت حول إسرائيل وعلاقتها بعوامل استقرار المنطقة الخليجية، وما إن كان امتلاك إسرائيل للقوة النووية سببا وراء تطلع الآخرين لامتلاك ذات القوة بالمنطقة مما ينتج عنه حالة من عدم الاستقرار. وفي المقابل، يرى الصقلاوي أن أي محاولة من الهند للعب دور يشبه الدور الأميركي في المنطقة سيعد استدراجا قد يؤدي لتفتيتها مستقبلا بسبب ما تحويه من تناقضات داخلية متعددة. يذكر أن كشيشيان يحمل درجة الدكتوراه في الشؤون الخارجية من جامعة فرجينيا. وسبق له العمل خبيرا مساعدا في الشؤون السياسية بمؤسسة راند الأميركية بكاليفورنيا ومحاضرا بجامعة كاليفورنيا. وألف مجموعة من الكتب، بينها كتاب عن الخلافة بالمملكة العربية السعودية . وفى اطلر دعم الغرب قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه أبرم صفقات بقيمة 20 مليار دولار تقريبا مع الهند، لتنضم بلاده بذلك إلى سلسلة الدول التي تتزاحم للحصول على حصة في ثالث أكبر أقتصاد آسيوي. وأعرب ساركوزي أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في نيودلهي عن ارتياحه للتوقيع على اتفاقيات إطار تنصّ على إنجاز شركة أريفا الفرنسية مفاعلين نوويين في غرب الهند. ودعا ساركوزي لتقديم اقتراح فرنسي هندي مشترك لدعم جدول أعماله لإصلاح مجموعة العشرين، بما في ذلك تعديلات في النظام النقدي العالمي وأسواق السلع. وفاقت الصفقات الفرنسية مع الهند التي تغطي قطاعات الطاقة النووية والدفاع والطيران المدني تلك التي وقعها الرئيس الأميركي باراك أوباما في زيارته لنيودلهي في نوفمبر التي بلغت قيمتها عشرة مليارات دولار. ووقعت فرنسا والهند عقد إطار عمل لبيع مفاعلين نووين فرنسيين على الأقل من مجموعة أريفا الفرنسية إلى الهند مقابل حوالي سبعة مليارات يورو 9,3 مليارات دولار. وسيبدأ العمل في بناء المفاعلين العام المقبل. وتأتي هذه الصفقات قبل يوم من انتهاء زيارة ساركوزي التي تستمر أربعة أيام للهند. وسجلت الهند متوسط نمو سنوي قدره 9,5 ٪ بين العامين 2006 و2008 قبل الركود العالمي، وتباطأ النمو إلى 6,7 ٪ في 2008 / 9200 ليرتفع إلى7,4 ٪ العام الماضي، ومن المنتظر أن تسجل نموا بنسبة 8,9 ٪ خلال العام الجاري. ومن المقرر أن تستقبل الهند هذا الشهر رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، في إشارة على مدى تنافس القوى الكبرى على أكبر أسواق جديدة للدفاع والكهرباء في العالم التي طالما ظلت مغلقة أمام المستثمرين الأجانب.