شرع العديد من الجزائريين مع اقتراب نهاية العام وبداية العد التنازلي للاحتفال بالسنة الجديدة 2011 في اختيار الوجهة التي سيقضون فيها رأس السنة من خلال الحجز في مختلف الوكالات السياحية التي تحولت هذه الأيام إلى قبلة للراغبين في التنقل والسفر والتي أعدت بدورها برامج خاصة بهذا الموعد وهو ما وقفت عليه «الشعب» خلال جولتها الاستطلاعية لمختلف وكالات السياحة والأسفار بالعاصمة. وقد سجلت وكالات السياحة والأسفار طلبات متزايدة على الجنوبالجزائري ومناطقه السياحية الساحرة، فبعدما كانت الدول الأوروبية وحتى العربية الوجهة المفضلة لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية للعديد ممن تسمح لهم إمكانياتهم المادية بذلك، فإن الأمر اختلف هذه المرة، حيث تحولت الأنظار إلى جنوب البلاد بسبب صعوبة الحصول على التأشيرة حسب ما أكده أصحاب الوكالات السياحية على غرار انستازيا بساحة أول ماي ووكالة التاج للسياحة ووكالة نسيب للسياحة والسفر التي خصصت برنامجا احتفاليا بالمناطق الجنوبية. وتعد تيميمون وتمنراست من بين المناطق التي شهدت طلبا كبيرا من طرف الجزائريين ، فقضاء رأس السنة بجنوبالجزائر يضيف مسؤول بإحدى الوكالات السياحية المتواجدة بالعاصمة لم يعد حكرا على الأجانب الذين تعودوا على قضاء أجمل الأوقات بها كل عام، حيث حجز أكثر من 100 شخص بهذه الوكالة السياحية للتنقل إلى تيميمون عبر ولاية غرداية وقطع 1200كلم برا للتعرف على مختلف المناطق، فضلا عن ما سجلته الوكالات السياحية الأخرى من طلبات لاكتشاف جنوب البلاد، حيث تنتظرهم أوقات مميزة بمنطقة تميمون أهمها الحفلات الفولكلورية التي ستقام تحت الخيم . واحتلت تميمون المرتبة الأول من حيث الطلب لما تكتسيه من موقع هام في الاحتفالات برأس السنة الميلادية، ليس فقط بالنسبة للسياح الأجانب الذين يهربون من صقيع الثلوج في هذه الفترة من السنة إلى ربيع الجنوبالجزائري الذي منحهم الدفء والسكينة وجمال المنظر، بل أيضا بالنسبة لسكان الشمال من الجزائر الذين يحبذون الجنوبالجزائري، تليها ولاية تمنراست لما تعرفه من مناظر ساحرة على غرار منطقة اسكرام. هو الانطباع الذي عبر عنه احد المواطنين الذي التقت به «الشعب» بإحدى الوكالات السياحية حيث جاء لحجز مكان له ول4 من أفراد عائلته لقضاء رأس السنة الميلادية بمنطقة تميمون، وقد فضل التنقل إلى تميمون برا رغبة في التنويع واكتشاف ما تزخر به هذه المنطقة التي لم يسبق له أن زارها من قبل بسبب غلاء تذكرة السفر. وسجلت الوكالات السياحة والأسفار في ظل الطلب المتزايد للاحتفال برأس السنة نقص الهياكل السياحية الذي يبق عائقا امام السياحة الصحراوية، سواء خلال إحياء ليلة رأس السنة او خلال المناسبات والمواسم الأخرى، الأمر الذي يتطلب حسبهم تدعيم هذه المناطق بالمرافق اللازمة وتهيئتها أكثر لجلب السياح واستقبالهم، خاصة فيما تعلق بنقص الفنادق بتميمون التي يقصدها الكثيرون غير أنها تتوفر على فندق واحد وهو فندق «قورارة». من جهة أخرى، تراجعت طلبات السفر لقضاء ليلة رأس السنة في الخارج عكس السنوات الماضية حسب ما أكدته لنا بعض وكالات السفر والسياحة، كما لم تعد تونس الوجهة المفضلة بالنسبة للجزائريين، بعدما خطفت منها الأضواء مدينة اسطنبول التركية بسب الأسعار التنافسية المطروحة للسفر إلى هناك، في حين فقدت مصر زبائنها وزوارها من الجزائريين نتيجة أحداث القاهرة وتداعيات المقابلة الأخيرة بين الفريقين الوطني والمصري بعدما كانت تحتل الصدارة من حيث الطلب.