شرع سكان قصري ''أزلواز'' و''الميهان'' بمدينة جانت بولاية إيليزي، منذ مطلع شهر محرم من العام الهجري الجديد، في التحضيرات الأولى تحسبا للاحتفال بالعيد التقليدي السنوي '' السبيبة'' الذي يتزامن مع إحياء يوم عاشوراء. تسمح هذه التظاهرة الاجتماعية التقليدية بالتقاء قبائل القصرين ''أزلواز والميهان'' يوم عاشوراء، الخميس القادم، من أجل تخليد معاهدة سلم كانت قد أبرمت قبل قرون خلت بين المتساكنين، كما تروي بعض المصادر. هذه المعاهدة التاريخية وضعت نهاية لحرب ضروس كانت قائمة لعقود بين قبيلتي ''أورارن'' و''طار أورفيت'' بمنطقة الطاسيلي ناجر والتي تعود، كما تروي بعض الأساطير المحلية إلى 230,1 سنة ما قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام. وتجري وقائع هذا الحدث الاجتماعي والثقافي الذي يجمع بين القبيلتين على شكل ألعاب ودية بين السكان ورقصات تؤدى على وقع الإيقاع المميز للدفوف، بينما يقوم المحاربون الذين يرتدون زيا تقليديا باستعراضات في لوحات رقص معبرة تمجيدا لانتمائهم القبلي وترمز إلى وقوفهم صفا واحدا أمام العدو، كما يقول أحد أعضاء جمعية ''السبيبة'' السيد يوسف أوقاسم. ويتولى المشاركون الذين اختيروا من كل حي التحضيرات الأولى للرقص والغناء فريق على مستوى ساحة ''داغ أخداجي''، كل ليلة، وذلك عقب أداء صلاة العشاء والفريق الآخر بساحة ''تفاريريت'' بحي أزلواز، كما أضاف نفس المتحدث، مشيرا إلى أن هذه التدريبات تمكن النساء من التدرب على أداء القصائد الغنائية الجديدة قبل موعد الاحتفال. وفي يوم الحدث عيد ''السبيبة'' يتجسد العرض الأخير عندما يلتقي المحاربون وجها لوجه وسط إيقاعات الدفوف وزغاريد النسوة اللائي يتزيين بأجمل وسائل الزينة، حيث تجري مشاهد المغالبة بين الطرفين في أجواء فنية مستوحاة من عمق التراث الاجتماعي الأصيل لسكان الطاسيلي ناجر. وعندما يبلغ التوتر ذروته بين الخصمين يتدخل العقلاء ليتوصلوا إلى إيقاف الاستعراض الحربي للقبيلتين بعد مفاوضات طويلة والتي تتوج بالتوقيع على معاهدة السلم اقتداء بأسلافهم. وستنظم احتفالية عيد ''السبيبة'' التي تسيطر، هذه الأيام، على الحياة اليومية لسكان مدينة جانت يوم الخميس القادم بمبادرة من ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي بالتنسيق مع بلدية جانت والجمعيات الثقافية المحلية. هذا وشرع العديد من الجزائريين مع اقتراب نهاية العام وبداية العد التنازلي للاحتفال بالسنة الجديدة 2011 في اختيار الوجهة التي سيقضون فيها رأس السنة، من خلال الحجز عبر مختلف الوكالات السياحية التي تحولت، هذه الأيام، إلى قبلة للراغبين في التنقل والسفر والتي أعدت ككل سنة في هذا التوقيت برنامجا خاصا بإحياء ليلة رأس السنة في الجنوبالجزائري من خلال جولة سياحية واستطلاعية حيث سجلت وكالات السياحة والسفر طلبات متزايدة للعديد من المواطنين الجزائريين الذين باتوا يفضلون قضاء هذه الليلة المميزة من العام في صحرائنا الساحرة والدافئة على البلدان الأوروبية، بل وحتى السياح الأجانب بدورهم صارت وجهتهم المفضلة في هذه الفترة من السنة صحراء الجزائر، حسب ما أكده أصحاب الوكالات السياحية على غرار ''انستازيا'' بساحة أول ماي ووكالة التاج للسياحة ووكالة نسيب للسياحة والسفر التي خصصت برنامجا احتفاليا بالمناطق الجنوبية. وتعد تيميمون وتمنراست من بين المناطق التي شهدت طلبا كبيرا من طرف الجزائريين، فقضاء رأس السنة بجنوبالجزائر يضيف مسؤول بإحدى الوكالات السياحية المتواجدة بالعاصمة لم يعد حكرا على الأجانب الذين تعودوا على قضاء أجمل الأوقات بها كل عام، حيث حجز أكثر من 100 شخص بهذه الوكالة السياحية للتنقل إلى تيميمون عبر ولاية غرداية وقطع 1200 كلم برا للتعرف على مختلف المناطق، فضلا عن ما سجلته الوكالات السياحية الأخرى من طلبات لاكتشاف جنوب البلاد، حيث تنتظرهم أوقات مميزة بمنطقة تميمون أهمها الحفلات الفولكلورية التي ستقام تحت الخيم. واحتلت تميمون المرتبة الأول من حيث الطلب لما تكتسيه من موقع هام في الاحتفالات برأس السنة الميلادية، ليس فقط بالنسبة للسياح الأجانب الذين يهربون من صقيع الثلوج في هذه الفترة من السنة إلى ربيع الجنوبالجزائري الذي منحهم الدفء والسكينة وجمال المنظر، بل أيضا بالنسبة لسكان الشمال من الجزائر الذين يحبذون الجنوبالجزائري، تليها ولاية تمنراست لما تعرفه من مناظر ساحرة على غرار منطقة اسكرام.