مازال الدولار الأمريكي يتخذ منحى تصاعديا أمام باقي العملات في صدارتها الأورو والين الياباني، علما أن هذا الارتفاع بات يسجل من طرف العملة الخضراء، منذ عام 2015، وصاحب هذا الانتعاش قلق كبير وسط المستثمرين، خاصة في ايطاليا، رغم أن بعض الخبراء توقعوا أن يعاود الدولار التراجع والانخفاض مقابل سلة العملات الأخرى. إذا حقق الدولار الأمريكي أعلى مستوى له خلال الخمسة أشهر الأخيرة أمام سلة من العملات الرئيسية، مستغلا ضعف عملة الأورو التي فقدت تماسكها، وتمكن الدولار من التموقع الجيد في سوق العملات، محققا مكاسب معتبرة لا تقل عن حدود 1.2 ٪، ومواصلا سقف ارتفاعه منذ منتصف شهر فيفري الماضي إلى نحو 5 ٪، في ظل توقع العديد من المستثمرين أن تسجل حاجة إلى ضخ المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية، بهدف كبح حدة التضخم. الجدير بالإشارة، فإن مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من 6عملات رئيسية، قفز إلى مستوى لا يقل عن حدود 93.83 ويمثل أعلى مستوى لهذه العملة في ظرف 5 أشهر فقط، وأرجع الارتفاع المسجل من طرف الدولار، خاصة أمام أهم العملات العالمية، من بينها الين الياباني، بالزيادة التي سجلت في عوائد سندات الخزانة الأمريكية وعكست الآفاق الإيجابية لأكبر اقتصاد في العالم. من جهة أخرى، اعتبر محللين في «سيتي بنك» بلغة تحمل الكثير من التشاؤوم ومن خلال مذكرة موجهة إلى العملاء، أن صعود الدولار لن يستمر مدة طويلة، بسبب ما وصفوه بالعجز في الميزانية الأمريكية الذي يتوقع أن يقترب من مستوى تريليون دولار في عام 2019. وهذا من شأنه أن يتسبب في نسبة انخفاض تناهز حدود 5 ٪ في مؤشر الدولار على مدار سنة كاملة. بخصوص وضعية عملة الأورو في أسواق العملات، فإنها تراجعت كثيرا بعد تسجيلها لخامس خسارة أسبوعية، وتم التأكيد بأنها تندرج ضمن أطول سلسلة انخفاضات تعرض لها الأورو، منذ عام 2015. يذكر أن تراجع الأورو جاء بعد انخفاضه بنحو 7 سنتات، خلال 3 أسابيع، فقط في ظل صعود صاروخي للدولار. وعرفت آخر التعاملات في جلسة، يوم أمس، 1.1753 دولار ويعد أدنى مستوى له منذ 5 أشهر. ويمكن القول أنه خلال أسبوع واحد تراجع الأورو بنحو 1.2 ٪ أمام العملة الخضراء.