بتنظيم من مديرية البحث العلمي والتطوّر التكنولوجي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، انطلقت نهاية الأسبوع، بدار الجزائر، بقصر المعارض الصنوبر البحري فعاليات التظاهرتين الرمضانيتين “قعدة سيونس” و«روضة العلوم”. وشهدت هذه المبادرة الأولى من نوعها في الجزائر، حضور شخصيّات من المجالين العلمي والثقافي. وتسعى التظاهرتان إلى “إيجاد مناخ حواري علمي بين الجزائريين في حيّز الموضوعية وحبّ الاستكشاف”. نشط البروفيسور السويسري جون ستون، سهرة أمس الجمعة بقصر المعارض، الندوة الأولى من ندوات “قعدة سيونس”، تحت عنوان: “مستكشفو اللا مرئي”، سبر فيها أعماق خفايا الكون والذات. ويعتبر ستون، مؤسس جامعة باريس متعددة التخصصات، والأستاذ السابق بمدرسة لوزان الفدرالية متعددة التقنيات، باحثا مستقلا يشتغل على نظريات الخلق، والبرهنة بأن فرضية وجود الخالق هي فرضية ذات أسس علميّة. ويبحث مؤلف كتاب “ما وراء داروين، من أجل رؤية أخرى للحياة”، الذي سبق وأن استضافه المجلس الإسلامي الأعلى، في التأكيد على أن التطور ليس بالضرورة ذا شكل دارويني، وفي الدعوة إلى حوار بين الدين والعلم. وتتمثل “قعدة سيونس” (جلسة العلوم) في سلسلة من المحاضرات والندوات المقترحة على الجمهور، حول مواضيع علمية، وهي من تنشيط نخبة من الباحثين الجزائريّين والأجانب، وإلى جانب جون ستون، نجد البروفيسور شمس الدين شيتور، الذي سيقدم، سهرة الجمعة الفاتح جوان المقبل، محاضرة حول “خلق الكون، العلم مقابل الإيمان”، والبروفيسور رشيد غربي الذي سيتحدث عن “الحقيقي والافتراضي”. وترفق هذه المحاضرات بنقاش مع الحضور، سعيا إلى الحفاظ على روح الموضوعية والنقاش العلمي البحت. وتنظم هذه اللقاءات، سهرة يوم الجمعة على الساعة العاشرة ليلا. في ظل محدودية الأماكن، وللتمكن من المشاركة وحضور المحاضرات، وهو ما يتم بشكل مجاني، يشترط حجز الأماكن على الأنترنت، عبر رابط يمكن إيجاده على صفحة “قعدة سيونس” على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”. أما “روضة العلوم”، التي انطلقت، سهرة أول أمس الخميس، فهي سانحة يرافق فيها الأولياء أبناءهم في تجربة علميّة فريدة من نوعها، وهذا فضلًا عن الاحتكاك اليومي للأطفال مع وسائل التكنولوجيا والذي أصبح عادةً يوميّة يكتسبها الطفل الجزائري بشكل مبّكر في حياته. من أجل إنجاح التظاهرة، وفرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الوسائل الضرورية في عين المكان، على غرار طاولة إلكتروستاتية للتمكن من التعرف على الظواهر ذات العلاقة بالكهرباء الكامنة، وهذه الطريقة ستسمح للنشء باختبار نظريات علمية على المباشر، في مجالات الرياضيات والفيزياء والكيمياء، البيولوجيا، والحقيقة الافتراضية باستعمال الأدوات اللازمة. من ضمن هذا البرنامج، الذي يتواصل طيلة شهر رمضان المبارك، نجد أنشطة وورشات حقيقيّة في كل من الفيزياء والرياضيات، تعطي الأطفال مساحة تجريبيّة ماديّة عن الظواهر الطبيعيّة، وهذا ما سيساعدهم على فهم آلية عمل الطاقة والكون، وعلى تطوير خيالهم العلمي وتطوير قدراتهم المعرفية والإبداعية في هذا المجال، ما من شأنه تنمية فضولهم العلمي وزيادة شغفهم وحماسهم المعرفي تجاه العلوم الدقيقة. وتنظم التظاهرة مساء كل يوم خميس، ابتداءً من الساعة العاشرة، في جو من الألعاب والهدايا والاستطلاع. كما علمت “الشعب” بأن هذه التظاهرات العلمية ستتواصل في شكل برنامج على مدار السنة بمعدل مرتين في الشهر، بحيث يجوب مختلف أنحاء الوطن، بالإضافة إلى نشاطات علمية أخرى في الأجل القريب، مثل المخيم الذي سيقام هذه الصائفة للحديث عن التكنولوجيات الجديدة، ويضم أكثر من 400 طالب، وصالون المنتجات البحثية بقصر المعارض أيام الثاني والثالث والرابع من جويلية المقبل.