يأتي شهر رمضان شهر رحمة وعبادة وعمل، إلا أن أغلب الناس يعتبرونه شهر الاكل والتبذير أيضا. ورغم أنّ الإسراف عادة ذميمة، إلا أن العرب لا يقومون بجهود واضحة للحد من الإسراف والتبذير في شهر رمضان، الذي من المفروض أن يكون فرصة لتصحيح السلوكيات الخاطئة لا أن يتحول لمصدر لسوء التصرف. يهدر العرب الطعام في شهر رمضان بشكل أكبر من بقية أشهر السنة، وتحتل السعودية المرتبة الأولى عالميا في الهدر الغذائي، بقيمة 13.3 مليار دولار سنويا، ما يعادل الإنتاج المحلي الإجمالي للصومال وجيبوتي وموريتانيا. وأشارت تقارير أنَّ قيمة الغذاء المهدر في دولة الإمارات العربية تصل سنوياً 4 مليار دولار، وفي الكويت هناك مليون طن سنوياً من الغذاء المهدر، أي ما يعادل 400 كيلوغرام عن كلِّ فرد. فيما تهدر دولة قطر 1،4 مليون طن سنوياً، أي ما يعادل 636 كيلوغراما عن الفرد الواحد، فضلاً عن 14 % من الغذاء يتم إتلافه بسبب سوء التخزين وانتهاء الصلاحية. وتشير هذه التقارير الغذائية إلى أنَّ العالم سيحتاج إلى غذاء إضافي بنسبة 60 % بحلول عام 2030. وتضيع دول الشرق الأوسط ما مقداره 1.3 مليار طن من المواد الغذائية سنوياً، أي ما يساوي ترليون دولار أمريكي. بمعنى آخر، إن 25 % من هذه الكمية التي تقبع في القمامة قادرة على إطعام الفقراء والجياع في العالم. طعام في القمامة يؤول مصير كثير من الأطباق التي نشتهي طبخها والأطعمة إلى سلة القمامة، ويتميز العرب بنزعة سلوكية للإكثار من الأصناف والوجبات، لكن طاقة تناول الفرد للطعام تبقى محدودة، لذا،تلقي دبي ما يقارب 1،850 طن من الطعام يومياً خلال شهر رمضان في المهملات. أما في البحرين، فإنَّ كمية الطعام الملقاة في النفايات يومياً خلال شهر رمضان تتجاوز 400 طن بناءً على معلومات أدلى بها المسؤولون من وحدة التخلص من النفايات في البحرين، فيما تقوم دولة قطر بالتخلص من نصف الطعام المعد يومياً خلال شهر رمضان عن طريق إلقائه بالقمامة. يهدد الجوع، حسب إحصائيات لمنظمة الزراعة العالمية لسنة 2016، 815 مليون شخص حول العالم، ما يعادل 11 % من سكان كوكب الأرض، ما يعني ان كل شخص من أصل 7 أشخاص يعاني من الجوع، وفي نفس الوقت، تتصاعد مشكلة الجوع لتهدد بكوارث إنسانية في عدد من الدول خاصة اليمن وبعض بلدان إفريقيا، نتيجة لسوء توزيع الأغذية لا لوجود نقص في الغذاء.