قالت الرئاسة الفلسطينية أمس، إن زيارات مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة ستؤدي إلى طريق مسدود، ما دام هناك تجاوز للسلطة الفلسطينية وموقفها من ضرورة قيام دولة وحل قضية اللاجئين. وقال «نبيل أبو ردينة» المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إن الجولات الأمريكية المتعددة للمنطقة واستمرار البحث عن أفكار أو الإعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية وموقفها الثابت من القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين، لن تؤدى سوى إلى طريق مسدود». وأضاف في بيان صحفي «على الوفد الأمريكي التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة، من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الأوهام، ومحاولة تزييف التاريخ». وقال البيت الأبيض أمس الأول، إن مبعوثين للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، اجتمعوا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث آفاق السلام، وذلك بعدما عقدوا محادثات منفصلة مع زعماء عرب. وقال مسؤولون إسرائيليون إن «جاريد كوشنر» مستشار ترامب و»جيسون جرينبلات» مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط و»ديفيد فريدمان» سفير الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل، عقدوا اجتماعا استمر أربع ساعات مع نتنياهو في القدس. وذكر البيت الأبيض أنهم ناقشوا الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة، حيث ينظم الفلسطينيون منذ 30 من مارس احتجاجات أسبوعية، يشوبها العنف أحيانا، ويرد الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، وقتل ما لا يقل عن 128 فلسطينيا. وقال أبو ردينة ردا على قضية المساعدات الإنسانية «رغم ثقل الاعتبارات الإقليمية فإن هناك أمورا لا يمكن وزنها بالذهب والمساعدات الإنسانية، وحلولا تحاول أن تختصر مواجهة تاريخية عمرها أكثر من مائة عام». وتأتي زيارة كوشنر وجرينبلات إلى القدس بعد جولة بالمنطقة شملت الأردن ومصر وقطر، كما أجريا محادثات في السعودية. وقررت القيادة الفلسطينية وقف اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية منذ اعترافها في ديسمبر الماضي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ثم نقل سفارتها من تل أبيب إليها. ودعت القيادة الفلسطينية إلى رعاية دولية لعملية السلام كبديل عن الرعاية الأمريكية وإن كانت تقبل أن تكون الولاياتالمتحدة جزءا من هذه الرعاية الدولية. وقال أبو ردينة «نتمنى أنه بعد انتهاء جولات الوفد الأمريكي للمنطقة، أن تدرك الإدارة الأمريكية وتستوعب ضرورة التوقف عن السعي لبدائل سياسية وهمية». وأضاف «إن السلام الحقيقي يتطلب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ حل الدولتين المدعوم من المجتمع الدولي، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، من خلال وضع آلية دولية تعيد التوازن والثقة بإمكانية العودة إلى مسار السلام الصحيح».