بدأت الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية في مالي، في ظل إجراءات أمنية مشددة، قبل ثلاثة أسابيع من موعد الاقتراع الذي يشهد منافسة بين 24 مرشحا، وجرى توقيع مدونة قواعد سلوك، بين المترشحين لضمان السير الحسن للعملية السياسية الحاسمة. رفعت السبت لافتات انتخابية في مناطق عدة من العاصمة باماكو، لكن أجواء الحماسة لم تطغَ بعد.في المقابل، أطلق الرئيس المالي المنتهية ولايته إبراهيم بوبكر كيتا، الذي تولى الرئاسة في 2013 لولاية من خمس سنوات، ومرشح المعارضة سومايلا سيسي حملتيهما، بعد ظهر أمس.وخسر سيسي، في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية الماضية، أمام ابراهيم بوبكر كيتا، وتوجه إلى بيته لتهنئته بالفوز، في مشهد لقي ثناء الجميع، لأنه عكس سلوكا ديمقراطيا وحضاريا. يتصدر المرشحان، إلى جانب الفيزيائي، الشيخ موديبو ديارا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية التي عرفتها البلاد بين سنتي 2012 و2013، قائمة الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة، نهاية الشهر الجاري. سيتنافس 24 مرشحا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 جويلية، التي ستكون أبرز تحدياتها إخراج مالي من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يثير استياء المواطنين الماليين، إلى جانب وضع استراتيجية أكثر نجاعة في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، في ظل استمرار الهجمات الارهابية في مدن الشمال ووقع المرشحون أو ممثلون لهم، يوم الجمعة، «مدونة قواعد سلوك « في احتفال برعاية وزارة المصالحة، في محاولة تهدف الى تفادي الاضطرابات في البلاد. سيتولى أكثر من 80 مراقبًا من الاتحاد الأوروبي الإشراف على عملية الانتخاب، بحسب بيان أصدرته هذا الأسبوع بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في مالي. أعلنت وزارة الأمن تعبئة أكثر من 30 ألفا بين شرطي وجندي من أجل «حماية المرشحين على الأرض وعمليات الاقتراع». ستشارك الحركات السياسية التي وقعت مع الحكومة السابقة اتفاق السلم والمصالحة المعروف باتفاق «الجزائر» في جوان 2015، في عملية فرض الأمن، بحسب الوزارة. أعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي محمد صالح النظيف، أن البعثة ستؤمن مواكبة لمن يرغب من المرشحين، تنظيم تجمعات خاصة في المناطق الشمالية. قال رئيس البعثة الأممية «سنواكبهم من باماكو حتى كبرى مدن المناطق التي نتواجد فيها»، مشيرًا بشكل خاص إلى كبرى مدن الشمال، حيث نفذت مؤخرا هجمات إرهابية، مضيفا «نريد القيام بذلك على قدم المساواة بين الجميع».