توقف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس مطولا، عند جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في توطيد العلاقات بين الجزائر ودول القارة الإفريقية، مسار بدأه إبان الثورة التحريرية واستكمله بصفة وزير الخارجية، وعمقه بعد اعتلائه سدة الحكم .ولعل أبرز الانجازات مكسب «النيباد»، وكان المسار الرد اللائق الذي اختاره ولد عباس، على كل من تهجم على الجزائر بحجة التعامل غير الإنساني مع المهاجرين غير الشرعيين. وجاءت شهادات ممثلي السلك الدبلوماسي الإفريقي في نفس الاتجاه مثمنة الجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل ترقية حقوق الأفارقة عموما. لم يفوت الأمين العام للحزب العتيد، مناسبة الندوة المنظمة أمس بالمقر المركزي، حول موضوع «بوتفليقة وإفريقيا: 60 سنة من الصداقة والتضامن والتعاون»، ليقف عند عمق العلاقة بين الجزائر ودول القارة السمراء، التي تعود إلى الفترة التحريرية بالنسبة للرئيس بوتفليقة الذي تنقل آنذاك بصفته ضابط في جيش التحرير الوطني، واستمرت لتتوطد خلال فترة ترأسه الدبلوماسية الجزائرية، حيث شغل منصب وزير للخارجية في الفترة الممتدة بين 1963 و 1979 ، وتعززت خلال العقدين الأخيرين ولعل أبرز ما قام به إضافة إلى مبادرة الشراكة من أجل إفريقيا «النيباد» التي كانت طوق نجاة لعديد الدول الافريقية، مسح الديون الإفريقية في مبادرة وحيدة من نوعها. وجاء لقاء الافلان أمس استنادا إلى ولد عباس، بعد تصريحات الناطق الرسمي باسم حقوق الإنسان على مستوى منظمة الأممالمتحدة قبل شهرين ونصف، الذي كان مفاجئا موعزا إياه إلى سوء إعلامها، منتقدا بشدة المنظمات غير الحكومية التي تخدم أجندة حكومات معينة، مفيدا في سياق موصول «ما فاجأني المنظمات غير الحكومية، التي لا تحمل الا الاسم التي تهجمت على الجزائر في معالجة ملف الهجرة غير الشرعية، أنها منظمات في خدمة حكومات معروفة، لا تزعجنا أعرفها جيدا عندما كنت أشتغل طبيبا». وأوعز الأمين العام ل «الأفلان»، الاتهامات التي تكيلها منظمات غير حكومية ضد الجزائر، تحت غطاء الهجرة غير الشرعية، إلى رفضها إقامة محتشدات مغلقة للمهاجرين غير الشرعيين، أي يتم حجزهم فيها متسائلا كيف للجزائر القبول بمثل هذا التصرف غير الإنساني إزاء أبناء القارة السمراء. من جهتهم ممثلو السلك الدبلوماسي الحاضرون ذكروا بأن بلدانهم طلبت مساعدة الجزائر لإعادة مواطنيها إلى أراضيهم، لعدم تمكنهم من توفير وسائل النقل لهم، ومن أبرز مداخلاتهم السفير الصحراوي الذي حرص على تقديم شهادة وفية، لما قامت به الجزائر لحماية اللاجئين الصحراويين وعددهم اليوم يناهز 173 ألف يقيمون بأراضيها، لاقوا كل التضامن والتعاون في وقت تم طردهم من أراضيهم. وذهب ولد عباس إلى أبعد من ذلك بتأكيده «لا نجد مثل هذه المعاملة في أي دولة ومن قبل أي منظمة، عدا الجزائر ومنظماتها»، وإذا وجدت إشاعات واهية ولا أساس لها من الصحة اليوم ضد الجزائر استطرد السفير الصحراوي، فان سببه مواقفها الحازمة لحماية استقلال الدول، ولأنها لم تقع ضحية الربيع العربي، وهذه الاتهامات مجرد ضغوطات لحملها على تغيير مواقفها. من جهته، استغرب المكلف بالأعمال على مستوى سفارة التشاد الاتهامات الموجهة للجزائر، في الوقت الذي تقدم فيه مساعدة كبيرة للدول الإفريقية التي لا يمكنها توفير النقل لتمكين رعاياها من الرجوع إلى بلدانهم الأصلية، لافتا إلى أن التشاد مثلا طلبت مساعدة الجزائر لإجلاء رعاياها الذين سافروا بطريقة غير شرعية، وفعلا قدمت الجزائر المساعدة بنقل 503 تشادي إلى بلادهم جوا في العام 2016 في أحسن الظروف. سفير النيجر بدره استغرب موقف المنظمات غير الحكومية من الجزائر، مشيرا إلى أن المبدأ أن الأمر يتعلق بمهاجر تنقل إلى التراب الجزائري بطريقة غير قانونية دون تأشيرة، أي أنه في وضع غير قانوني وما من دولة في العالم تقبل الهجرة غير الشرعية، وأكد أن دولته طلبت مساعدة الجزائر لنقل رعاياها جوا ولقيت المساعدة الكاملة، وتمت في ظروف جيدة، معيبا على المنظمات غير الحكومية التي تصطاد في المياه العكرة. وذكر المكلف بالأعمال بسفرة غينيا، بجهود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تجاه القارة، معتبرا بأنه الأكثر ارتباطا بالقارة على الإطلاق، مؤكدا الوفاء له دائما.