وقّع الاتحاد الأوروبي واليابان أمس، في طوكيو اتفاقا طموحا للتبادل الحر هو بمثابة «رسالة قوية إلى الحمائية» التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الاتفاق الذي وقع عليه في طوكيو كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، هو اكبر اتفاق للاتحاد الاوروبي وينشئ منطقة تبادل حر تشمل تقريبا ثلث الناتج المحلي الاجمالي في العالم. وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك «إنّنا نوجّه رسالة واضحة، ونقف صفّا موحّدا بوجه الحمائية». وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنّه باتخاذ «موقف حول التجارة الحرة والمنصفة، إنّنا نظهر أننا أقوى وأفضل موقعا حين نعمل معا». وتمّ التوقيع على الاتفاق فيما ينتهج ترامب سياسة «اميركا أولا». وقال يونكر ان الاتفاق يوجّه رسالة مفادها أن «التجارة هي أكثر من رسوم جمركية وحواجز، إنها تتعلق بالقيم»، وأضاف «ليس في الحمائية حماية». من جهته أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي كان يقف إلى جانب مسؤولي الاتحاد الاوروبي أن الاتفاق «يظهر للعالم الارادة السياسية الثابتة لليابان والاتحاد الاوروبي لقيادة العالم كرائدين للتبادل الحر في زمن تنتشر فيه الحمائية». شكوى لمنظّمة التّجارة في المقابل، رفعت واشنطن شكوى أمام منظمة التجارة العالمية بحق كل من كندا والصين والمكسيك والاتحاد الأوروبي وتركيا، بسبب إجراءات اتخذتها هذه الأطراف ردا على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولاياتالمتحدة على وارداتها من الألمنيوم والصلب. وبرّر الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتزر في بيان، هذه الشكوى بأن «الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها الرئيس ترامب على الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام هي مبررة بحسب الاتفاقات الدولية التي أبرمتها الولاياتالمتحدة مع شركائها التجاريين». وكانت واشنطن قد فرضت في مطلع مارس رسوما جمركيا بنسبة 25 % على وارداتها من الصلب و10% على تلك من الألمنيوم. وأضاف: «الإجراءات التي اتخذها ترامب قانونية بالكامل ومبررة تماما، سواء بالنسبة إلى القانون الأمريكي أم إلى قواعد التجارة الدولية». في المقابل، فإن الإجراءات الضريبية الانتقامية التي اتخذها الشركاء التجاريون للولايات المتحدة ليس لها أي أساس في قواعد التجارة العالمية، بحسب المسؤول الأمريكي.