شددت روسياوالصين وتركيا على استمرار علاقاتها الاقتصادية مع إيران رغم بدء سريان العقوبات الأميركية، فيما قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إنه لا أحد يثق في الحكومة الأميركية وإن دعواتها للحوار مع طهران ليست إلا استعراضا. ودانت وزارة الخارجية الروسية، أمسن أي عقوبات أحادية الجانب ضد إيران دون قرار من مجلس الأمن الدولي، وأضافت أن روسيا وباقي الدول الموقعة على الاتفاق النووي تعمل على صياغة حلول مشتركة لتوسيع التعاون الدولي مع إيران. وأبدت الخارجية الصينية معارضتها لفرض عقوبات أحادية الجانب على إيران وسياسة الذراع الطويلة، وقالت بكين إن التعاون التجاري مع طهران لا ينتهك أي قرارات لمجلس الأمن، وينبغي حماية الحقوق المشروعة للصين، ووصفت روابط الأعمال مع طهران بأنها مفتوحة وشفافة وشرعية. وتقيم الصين علاقات تجارية وثيقة مع طهران خاصة في قطاع الطاقة، وتعد بكين أكبر مستورد للنفط الإيراني، إذ تشتري نحو 650 ألف برميل يوميا من طهران بقيمة 15 مليار دولار سنويا. وبدأ الثلاثاء سريان الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران نتيجة لانسحاب واشنطن في ماي الماضي من الاتفاق النووي الإيراني. وتحظر العقوبات أي تعاملات مع إيران بالدولار وتجارة المعادن النفيسة والألمنيوم والصلب والفحم وطائرات الركاب معها، كما تمنع أي واردات لأميركا من المواد الغذائية والسجاد الإيراني. ألمانيا تحذر حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس، من أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران بإمكانه أن يزيد حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ويعطي دفعا للقوى المتطرفة في المنطقة. وأعادت واشنطن فرض عقوبات على إيران بعد انسحابها أحادي الجانب من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى في 2015 لضمان الطابع السلمي لبرنامج الجمهورية الإسلامية النووي. وقال ماس في مقابلة صحفية «لا نزال نعتقد أن التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ». وأضاف «نكافح من أجل الاتفاق كونه يخدم أهدافنا بجلب الأمن والشفافية إلى المنطقة».ونوه الوزير إلى قرب إيران جغرافيا من أوروبا محذرا من أنه «على أي جهة تأمل بتغيير النظام ألا تنسى أنه بإمكان نتائج ذلك أن تجلب لنا مشكلات أكبر بكثير». وأضاف «بإمكان عزل إيران أن يعزز القوى الراديكالية والأصولية» مضيفا أن «الفوضى في إيران كما شهدنا في العراق أو ليبيا قد تزيد من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة المضطربة أصلا». النفط الإيراني تحت الخطر وقال وزير خارجية إيران في تصريح لشبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية الرسمية إن خطة أميركا لوقف صادرات النفط الإيرانية تماما لن تنجح، وألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني الشهر الماضي إلى أن بلاد قد تغلق مضيق هرمز إذا حاولت الولاياتالمتحدة وقف صادرات النفط الإيرانية. وكان مسؤولون أميركيون قالوا في الأسابيع الأخيرة إنهم يهدفون للضغط على الدول الأخرى للكف عن شراء النفط الإيراني، في محاولة لإجبار طهران على وقف برامجها النووية والصاروخية وتدخلها في الصراعات الإقليمية. تصريحات ظريف جاءت ردا على قول المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت إن واشنطن تسعى لإبرام اتفاق جديد مع إيران، يشمل برنامجي طهران النووي والصاروخي، والدعم الإيراني لما وصفته بالإرهاب، والأنشطة التي تزعزع الاستقرار في المنطقة. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن البرلمان الإيراني عزل وزير التعاون والعمل والشؤون الاجتماعية علي ربيعي يوم الأربعاء في أحدث تغيير في المناصب الاقتصادية الرئيسية.