100ألف دج ضرورة حتمية لنفقات الدخول المدرسي بعد الاضحية تواجه الأسر الضعيفة والمتوسطة الدخل هاجس كثرة وثقل النفقات بفعل تكاليف عيد الأضحى، وكذا تلبية مستلزمات الدخول المدرسي الذي لا يفصلنا عنه سوى عشرة أيام. ويزداد الضغط على الميزانية تزامن المصاريف مع العطلة الصيفية والأفراح بعد شهر رمضان وعيد الفطر، حيث أفضى المناسبات المتلاحقة إلى ارتفاع الميزانية العائلية التي لم تعد تتناسب دخل الأسر الشهري، ونتج عن ذلك تخلي البعض عن الأضحية من أجل التكفل بمستلزمات الأطفال المدرسية. وهناك من فضل التدين بينما وجد الآخر لنفسه حلولا أخرى رصدتها «الشعب» استنادا لشهادات وتصريحات مواطنات ومواطنين. السيدة فائزة شبحي، لم تتردد بعد إطلاق تنهيدة عميقة تحمل الكثير من التعب في القول أن حلها الوحيد لمواجهة كثرة النفقات، اقتناء جميع ما تحتاج اليه بالتقسيط، حيث تدفع للتاجر قسطا من المال كل شهر وتواصل عملية الدفع إلى غاية تسديد كل الثمن العالق في ذمتها. وقد يستغرق كل ذلك ثلاثة أو أربعة أشهر، المهم أنها تواجه ذائقتها المالية حسب اعتقادها بحكمة، كون نفقات ثلاثة من أطفالها المتمدرسين في الطورين الأول والثاني، يتطلب منها نحو 40 ألاف دينار لاقتناء الملابس والمآزر والمحافظ وكذا مختلف الأدوات المدرسية. ولم تخف المتحدثة التاكيد لنا أن راتب زوجها لا يتعدى ال40 ألف دينار، ويعد المعيل الوحيد للأسرة كونها ربة بيت لا تعمل، وزيادة على ذلك عبء نفقات أفراح الصيف وكذا الأضحية التي اقتنتها بالتقسيط عن طريق الشركة العمومية التي يشتغل بها زوجها.. تركنا هذه السيدة التي كانت تجوب السوق لاقتناء بعض الخضر، التي قالت بأن أسعارها مبالغ فيها خاصة البطاطا والكوسة وكذا الطماطم تفكر بعمق وتعلو على محياها مسحة من الحيرة والاستياء. في وقت بدأت فيه القدرة الشرائية تتضرر كثيرا من الاحتكار والمضاربة، بل أن هذه القدرة الشرائية انهارت لدى بعض الأسر ضعيفة الدخل، اتجهت بعضها إلى التخلي عن العديد من الحاجيات والاكتفاء بتلبية كل ما هو ضروري. - يوسف سرجي موظف في مستشفى لا يتعد راتبه 35 ألف دينار، اعترف بأنه لم يتمكن من اقتناء ألاضحية، لأن راتبه الشهري لا يكاد يغطي ضروريات الأسرة كونه أب لطفلين متمدرسين في الطور الابتدائي، ولا ينوي اقتناء لهم ملابس جديدة خلال الدخول المدرسي، وإنما سوف يرتدون ملابس عيد الفطر، ويرى ذات المتحدث أن متوسط الميزانية التي تحتاجها أسرة مكونة من طفلين أو ثلاثة لتغطية تكاليف عيد الأضحى والدخول المدرسي، لا تقل عن حدود 80 ألف دينار، أي ما يجنيه في مدة تزيد عن شهرين. - أحمد وزوجته مريم، لديهما أربعة أطفال ويعملان معلمين، اعترفا من جهتهما أن ميزانية عيد الأضحى والدخول المدرسي يجب أن لا تقل عن 100 الف دج، لأنهما اقتنيا أضحية بسعر 43 ألف دينار وانتقلوا لقضاء العيد عند العائلة الكبيرة، بينما تكلفة الخضر والفواكه والحلويات لم تقل تكلفتها عن 8000 دينار، وينتظرهم هذه الأيام شوطا آخر من النفقات من أجل اقتناء ملابس الدخول المدرسي، وكذا المآزر والمحافظ إلى جانب الأدوات المدرسية. تأسف احمد للانهيار المخيف الذي تعرفه القدرة الشرائية وتلمسهم للتضخم الذي صار يستنزف جيوب المستهلكين، وأسرا بأنهما يحرصان على إدخار مبلغ من المال طيلة السنة لمواجهة كثرة النفقات. وبخلاف ذلك اضطر عديد الأسر إلى التدين واقتطاع سلفة مالية سواء من العمل أو من الأقارب والأصدقاء لتلبية طلبات أبنائها، خاصة أن الأعراس في فصل الصيف استنزفت مالا معتبرا، مثلما أكدت عليه وسيلة التي لم تتمكن من اقتناء أضحية العيد، لأن عرس شقيقها وشقيقة زوجها، جعلهما يلجآن للتدين من أجل اقتناء الهدايا ومساعدة العريسين، وقالت بأنها سوف تتدين مرة أخرى من أجل اقتناء الأدوات المدرسية لأطفالها الخمسة، ولن تقتني لهم المحافظ لأن محافظ السنة الماضية مازالت سليمة، بل ستشتري المآزر والأدوات المدرسية فقط. إذا مازالت القدرة الشرائية للعائلات الجزائرية في منحى متدهور، بسبب ارتفاع الميزانية العائلية وكثرة المناسبات في فصل الصيف ويقابلها الأعياد والدخول المدرسي، لدرجة جعل بعض العائلات تبحث عن دخل إضافي مثل المعلمين والأساتذة الذين يقدمون الدروس الخصوصية وبعض الموظفين يضطرون إلى ممارسة تجارة موازية في أوقات فراغهم على أبواب الأسواق ومن قارعة الطرقات والأرصفة.. فهل كل تلك المؤشرات تدق ناقوس الخطر حول إمكانية انهيار القدرة الشرائية أمام الغلاء الذي اشتعل في الأسواق؟