تُوفِّي صباح أمس نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق وصاحب أول حكومةٍ ذاتِ توجُّه إسلامي، عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ومن المفارقات أن الزعيم والمفكر الإسلامي أربكان توفي في 27 فيفري وهو التاريخ الذي يسبق ذكرى الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش التركي ضد حكومة أربكان في 28 فيفري من عام 1997م. ولد نجم الدين اربكان في 29 أكتوبر لعام 1926 بتركيا، نال درجة ''بروفيسور'' وهو لم يتجاوز التاسعة والعشرين، بدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، فلقبه الكثيرون بعميد الإسلاميين الأتراك؛ حيث أسس أول حزب إسلامي في تركيا وسماه ''حزب النظام الوطني'' سنة 1970م، صدر حكم بحل حزبه، فعاد سنة 1972 بتأسيس حزب جديد سماه ''حزب السلامة الوطني''. وفي عام 1980 قاد أربكان مظاهرة ضمت أكثر من نصف مليون تركي بمناسبة ''يوم القدس العالمي'' وهتفت المظاهرة بشعارات معادية لإسرائيل، بعدها بيوم واحد قام انقلاب عسكري أدى إلى سجنه هو وعدد من رجاله، بعدها أسس حزب الرُّفاه الإسلامي ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1996م. حيث حصل على 185 مقعداً ليصبح أكبر حزب في تركيا مكن أربكان من رئاسة الحكومة، وفي عام 1998 تم حظر حزب الرُّفاه، لكن أربكان عاد ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة، غير أن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام .2000 ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003 حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله والحكم عليه بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما،ئأصدر الرئيس التركي عبد الله غول عفوًا رئاسيًّا عنه في 18 أوت 2008م بسبب تدهور حالته الصحية .