كشف رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض الكلى السيد ريان أستاذ في الطب عن ارتفاع مستمر للمصابين بهذا المرض في الجزائر. وقال أن 3 ملايين شخص في الجزائر معرضين للإصابة بأمراض الكلى، وأن 14 ألف مصاب في مرحلة متقدمة من المرض يخضعون إلى تصفية الدم، في انتظار أن تزرع لهم كلية بعد التبرع من أحد أفراد العائلة أو الأقارب. أكد البروفسور ريان أمس خلال ندوة نقاش بمركز الصحافة «المجاهد» أن عدد المصابين بأمراض الكلى في تزايد نظرا للعلاقة الوطيدة بينها وبين الأمراض المزمنة كالقلب، السكري وارتفاع الضغط الشرياني. وقد تطرح هذه الحالات إشكالا، مقارنة بعدد الأطباء المختصين في معالجة أمراض الكلى الذين يبلغ عددهم حاليا 300 طبيب، وهذا غير كافي حسب المتحدث. أوضح البروفسور ريان أن هذا العدد الكبير من الجزائريين المعرضين للإصابة بأمراض الكلى، هم الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالقلب، السكري وارتفاع الضغط الشرياني، التهاب المجاري البولية والمصابين بالسرطان وكذا الأشخاص المولودين قبل الأوان. وبمزيد من الشروحات ذكر المتحدث بأن هناك صلة وثيقة بين أمراض القلب وأمراض الكلى، حيث أن 45 بالمائة من الوفيات كانوا مصابين بأمراض القلب، مشيرا إلى أن ما يصيب الكلى يؤثر في القلب كذلك. ولهذا تم رفع شعار «نعالج الكلى لحماية القلب» مضيفا بأن نفس نسبة الوفيات أي 45 بالمائة تسجل بالنسبة للمصابين بمرض السرطان يؤكد الدكتور ريان. وأمام هذه الأرقام المخيفة يرى الدكتور ريان انه من الضروري أن يجري الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة تحاليل مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل، ومرة كل سنة بالنسبة للمواطنين لتفادي الإصابة بالمرض. وكإجراء وقائي طلبت المؤسسة الجزائرية لأمراض الكلى من وزارة الصحة إجبار المخابر على إعطاء معلومات من خلال نتائج التحليل حول حالة الكلى وهو ما يسمى ب«لاكرياتين»، وهذا ما يمكن من معرفة ما إذا كان الشخص مصاب بالقصور الكلوي، وبالتالي الخضوع للعلاج المناسب، وتجنب التعقيدات المصاحبة له. ذكر الدكتور ريان، بان المصابين بالقصور الكلوي الحاد والمزمن يخضعون إلى تصفية الدم بصفة مستمرة مشيرا إلى أن ال270 مركز عبر التراب الوطني غير كافية، مؤكدا بأن ما يرفع عنهم هذه المعانات سوى زراعة كلية. وقد أوضح في هذا السياق بأن قانون الصحة الصادر سنة 1985 يعرف نوعا من الغموض فيما يخص هذه المسألة، حيث لا يمنع التبرع بالعضو من الأقارب للمريض، لكنه لا يسمح في ذات الوقت أن تزرع لهذا الأخير الكلية التي يتبرع بها احد أفراد عائلته له، و هذا ما جعل بعض الأشخاص يلجأون لشراء العضو من الخارج بطريقة غير قانونية. ومن جهته دق الدكتور بنباجي المختص في أمراض الكلى ناقوس الخطر بالنسبة للارتفاع المستمر لحالات الإصابة بالقصور الكلوي والمعرضين للمرض. وقال بنباجي أن رقم 3 ملايين ليس بالهين مضيفا بلهجة حادة خلال تدخله في ندوة النقاش حول هذا المرض، أن ما يساهم في الإصابة به هو التسمم الدوائي. وأوضح المتحدث في سياق متصل بأن تناول أدوية لمدة طويلة لمعالجة الأمراض المزمنة والخطيرة، تفرز آثار جانبية خطيرة على وظيفة التصفية التي تقوم بها الكلية. وللمحافظة على سلامة الكلية ينصح الدكتور بشرب كمية من الماء يوميا، يساعدها على أداء وظيفتها، ويقيها الترسبات الكلسية وتشكل حصيات، التي تنجم عنها آلام حادة يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الدخول إلى المستشفى.