تذكير بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر حفاظا على الصحة العمومية أحيت الجزائر اليوم العالمي للكلى الموافق للتاسع مارس من كل سنة، وقد جاء اختيار شعار ''لنحم الكلى حفاظا على القلب'' هذه السنة، بعد ملاحظة ان هناك علاقة وثيقة بين الأمراض التي تصيب الكلى وتأثيرها المباشر على القلب والأوعية والعكس، علما انه تم إحصاء نسبة 45 % من الوفيات في العالم المسجلة لدى المصابين بأمراض الكلى سببها المباشر مشاكل القلب. وشدد البروفسور ريان الطاهر رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى بمنتدى المجاهد يوم الأربعاء، على أهمية حملات الوقاية والتحسيس من أمراض الكلى المزمنة لتفادي أية تعقيدات قد تجر المصاب الى ما لا تحمد عقباه، وشدد المختص أيضا على رقم 3 ملايين جزائري يواجهون خطر الإصابة بالفشل الكلوي، منهم مرضى السكري وضغط الدم والمصابون بالتسممات الدوائية، وكذا مرضى السرطان الذين تشير الأرقام الى نسبة 45 % كاحتمال لإصابتهم بقصور كلوي. كما يظهر خطر الإصابة بإمراض الكلى المزمنة عند كل الجزائريين الخدّج أو الذين ولدوا قبل استكمال 9 أشهر من الحمل، وقال بشأنهم المختص ان عددهم ضخم، موجها الى هؤلاء نداء بضرورة إجراء تحاليل سنوية لمراقبة عمل الكلى لديهم. هذا إضافة الى دعوة عموم الجزائريين الى إجراء تحاليل وقائية لدرء أية إصابة ممكنة بما يسمى طبيا الأمراض الصامتة الثقيلة. وذكّر المختص بعدد 14 ألف جزائري يجرون عملية الغسيل الدموي، وبعدد ألف جزائري يعيشون بكلية مزروعة منهم 700 جزائري اجروا عملية الزرع بالجزائر و300 أجروها بالخارج، منهم من يخضع لمراقبة طبية هنا بالوطن او بالبلد أين أجريت عملية الزرع. كما تحصي الجزائر 270 مركزا للتصفية الدموية معظمها تتركز بالجزائر مع تسجيل نقص فادح بهذه المراكز في منطقة الهضاب والجنوب. كما يسجل اختصاص أمراض وجراحة الكلى وجود 300 طبيب مختص وتخرج 50 مختصا آخر كل سنة، رغم ذلك فإن هذا الاختصاص يبقى يسجل نقصا فادحا في الكوادر المختصة بحسب ضيف المجاهد. من جهتها، كشفت الدكتورة المختصة لوافي ان منطقة الجنوب الجزائري، ومنها ولاية ادرار أين تشرف الدكتورة على مركز للغسيل الدموي، تعاني تأخرا فادحا في مسألة الوقاية الصحية ليس فقط فيما يخص أمراض الكلى، وإنما في جميع الأمراض المزمنة ومنها السكري وارتفاع الضغط، والسبب بحسبها يعود الى الارتفاع الكبير في نسبة زواج الأقارب، فيما اعتبر الطبيب المختص د. معاشي ان تزايد الإصابة بأمراض الكلى والأمراض المزمنة الأخرى، سببه انعدام التشخيص المبكر، بحيث لوحظ ان كل الحالات المرضية التي تتقدم للاستشارة الطبية تأتي والمرض في حالاته المتقدمة، وأعاب المختص هنا على اختصاصيي الصحة المدرسية وطب العمل الذين بإمكانهم كاختصاصيين محوريين في الطب، تشخيص الأمراض المزمنة والصامتة الثقيلة على المصاب نفسه وعلى الصحة العمومية. وبالحديث عن ثقل الأمراض الصامتة على الصحة العمومية، نذكّر بأن ان دورة واحدة لتصفية الكلى بمستشفى القطاع العام بالنسبة للمصاب الواحد تصل الى 7 آلاف دينار مضروبة في 3 مرات أسبوعيا و52 دورة سنويا، وتكلف ذات الدورة حوالي 10 آلاف دينار في العيادات الخاصة، ما يعنى تكلفة إجمالية تتراوح ما بين 40 و60 مليون دولار، أي بنسبة 25,2 % من الميزانية السنوية المخصصة لقطاع الصحة، تنخفض هذه الكلفة إلى 20 % إذا تمت عملية زرع الكلية للمريض.