التجند من أجل تعزيز القراءة والمطالعة وجعل الكتاب خير جليس «سنواصل التحدي في سبيل إعلاء شأن الكتاب خير جليس وإبقاء أفكاره تشع وثقافته تروج، تعرف بمختلف الاتجاهات والتوجه وتفتح المجال لحوارات نخب، غايتها المساهمة في البناء الوطني من زوايا متباينة لكنها تتفق حول الجوهر: الإجماع على اعتبار المؤلفات أنيسة من يتصفحها، رفيقة درب من يأخذها في كل مكان، إبقاء الكتاب بالمختصر المفيد سيد الحضارات ماضيا،حاضرا ومستقبلا». هذا ما استشف من ندوة نقاش ب «منتدى الشعب» حول الصالون الدولي للكتاب «سيلا 2018»، الذي يعد بحق مرآة عاكسة لحالة الثقافة بالجزائر التي تبقى محل اهتمام دوما من القيادة العليا للبلاد وتحتل الأولوية في برنامج رئيس الجمهورية المشدد على دعم الكتاب في كل الظروف اعتقادا راسخا منه بان الثقافة اسمنت الأمة وهويتها. وهي تحمل قيمة لا تقدر بثمن. أكد هذا الطرح حميدو مسعودي محافظ الصالون، وشدد عليه جمال فوغالي رئيس لجنة القراءة والمتابعة بوزارة الثقافة، معتبرين أن إنجاح التظاهرة رهان لابد أن يكسب رغم الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر جراء الأزمة الاقتصادية المالية، وتحديات الظرف الصعب وتعقيداته. من أجل ذلك عقدت جلسات عدة منذ شهر ماي تحضيرا للموعد الرمز الذي دُئِب على إقامته في قصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، ويتوقع توافد عليه على مدار 8 ايام، شهر اكتوبر الداخل مليوني زائر بدل مليون بالطبعة السابقة. «نحن سائرون لرفع التحدي رغم خفض الميزانية الى 60 مليون دج هذه المرة، بدل 120 في سيلا 2017، مقتنعون حد الثمالة بأهمية الحدث الذي يأتي مع الدخول الاجتماعي ويدشن بداية الموسم الثقافي يحضره أدباء، مفكرون، مؤلفون ووجوه بارزة في مجالات التخصص المعرفي، تزيد التظاهرة قيمة وتمنحها إضافة واعتبارا وتبعد عنها الصورة النمطية المروجة بلا وجه حق. إنّ الجزائريين لا يقرأون، وأنّهم أكبر عدو للكتاب، وأقوى خلق الله نفورا وعزوفا عنه». عكس هذا الاعتقاد، يروج منظمو الصالون إلى أشياء أخرى مغايرة أكثر تفاؤلا، مرافعين لمعطيات تبرز أهمية سيلا 2018 أبعادها، خلفياتها وأسباب وجودها وديمومتها رغم تعاقب الزمن وتعقيدات المرحلة، أهدافه الأسمى والأبدية، الترويج للكتاب بصفته الوسيط الآمن والمؤمن في تكريس المعرفة وفتح الجدل حول أمهات القضايا الفكرية مثلما تستدعيها التعددية بعيدا عن الطرح الأحادي الجانب المحتكر لحقائق الأشياء الداعي أمام الملا بصورة خاطئة «أنا الكل في الكل». ذكر بها مطولا فوغالي مجيبا عن تساؤلات تخص الحظر المفروض على مؤلفات للحيلولة دون مشاركتها في صالون الكتاب، قائلا إن اللجنة المعنية بهذا الأمر فتحت الباب على مصراعيه لدور النشر والمؤلفين لعرض انتاجاتهم الفكرية الجديدة من مختلف الأجناس والأصناف شرط مراعاة رموز البلد، سيادته وهويته مثلما تنص عليه المادة الثامنة. بلغة الحسم والجزم، أنهى فوغالي الجدل واوقف المضاربة الكلامية بالتأكيد الصريح انه عدا هذا الحاجز المشروع، كل الكتب باستطاعتها أن تحمل إلى رفوف الصالون، يستمتع القارئ بها ويطلع على آخر منتوجات وعصارات فكر نخب تقاوم بأقوى ما تملك من اجل إعادة للمؤلفات في الجزائر وجميع أنحاء العالم، تاجها المفقود وقيمتها المعرفية المستحقة اليوم وغدا. هي مسألة تتحقق بحث المواطن على القراءة وتشجيعه على المطالعة. إنها مسالة تكسب الرهان في «سيلا 2018»، التي أقسم منظموها على التجنيد وتوزيع الوظائف والأدوار لجعل الصالون فضاء لإرضاء مختلف الأذواق، وتهيئة المناخ لتطوير شراكات بين دور النشر والطبع التي يتحتم عليها التحلى بقاعدة اللعبة، وأن تكون مهنية قلبا وقالبا دون السقوط الحر في الطابع التجاري المحض، والذي يتركها تلهث بلا توقف وراء الربح بأي طريقة تطبيقا للقاعدة «الغاية تبرّر الوسيلة».