كشفت أجهزة السكانير على مستوى ميناء الجزائر كمية معتبرة من المخدرات قدر وزنها الإجمالي 25 كلغ، كانت على متن مركبة من نوع «أودي 4»، تم إخفاؤها بإحكام داخل مخزن البنزين صاحبها مغترب بفرنسا مند 25 سنة، كانت له ديون عالقة بالبنك، وحتى يتخلص من ديونه، أبرم هذا الأخير صفقة مغرية مع خاله المغترب ''ب، خالد'' الذي عرض عليه فكرة نقل الكمية إلى فرنسا أين كان ينتظره مقابل مبلغ مالي غير أن العملية تم إحباطها وتمكنت مصالح الأمن من حجز كمية المخدرات، وإلقاء القبض على المتهم الرئيسي ''غ،وحيد'' ومتهمين آخرين وتم إحالتهم على محكمة الجنايات بالعاصمة لمواجهة جناية استيراد وتصدير المخدرات نحو الخارج الصادرة عن غرفة الاتهام. واستنادا إلى مادار خلال جلسة المحاكمة وبالعودة إلى ملف القضية التي تعود أطوارها إلى مارس 2007، وهو تاريخ قدوم المتهم الرئيسي ''غ،وحيد'' المقيم بفرنسا إلى الجزائر بعد اتفاقه المسبق مع خاله ''ب،خالد'' الذي حدثه عن مشاكله المالية بسبب تراكم ديونه التي أقرضها له البنك فعرض عليه فكرة تهريب المخدرات من الجزائر نحو فرنسا على متن سيارته مقابل مبلغ مالي وهي الصفقة التي اعتبرها المتهم فرصة ذهبية لا تفوت للربح السريع للحصول على المال، ولتنفيذ العملية بإتقان اتفق معه خاله أن يلتقيا بولاية تلمسان، وهو ما تم فعلا حيث التقى الاثنان بالمكان المتفق عليه وعرفه خاله على أحدهم يدعى ''ح، يوسف''، أما بخصوص جلب البضاعة (المخدرات) فقد أوصله خاله إلى المكان المسمى «مغنية» القريب جدا إلى الحدود المغربية وهذا قصد الالتقاء مع أشخاص ذوي صلة بهم لتسلم الكمية من المخدرات التي ظن المتهم الرئيسي أن كميتها 13 كيلو غرام ليتبين فيما بعد أن كميتها الحقيقية 25 كيلوغرام، وبعدما تسلمها انتقل إلى منزل خاله الذي أدخل السيارة إلى مستودعه وتولى ابنه الذي يعمل كلحام تفكيك مخزن البنزين ليتم شحنه بالمخدرات، وحتى لا ينكشف الأمر قام بتلحيم الخزان بإتقان، ثم أعاد الخال السيارة إلى ابن أخته، وأمره أن يتولى نقلها عبر ميناء الجزائر، بعدما أقنعه أن كل شيء على مايرام وليس هناك أي خطر، وقبل يومين من تنفيذ العملية رجع خاله إلى فرنسا، واخبر المتهم أنه سيكون في انتظاره هناك شخص يدعى ''ب،آمين'' هذا الأخير يسلمه مبلغ 13 أورو مقابل 1 كيلو غرام، غير أن العملية تم إحباطها في الوقت المناسب وتمكنت مصالح الأمن على مستوى الميناء من توقيف المغترب، واسترجاع كمية المخدرات التي تم اكتشافها عبر أجهزة السكانير، كما تم استرجاع قارورة غاز مسيلة للدموع، سماعات، و«ليمونات» التي صرح المتهم بشأنها انه جلبها خوفا من تعرضه لاعتداء وهو في طريقه إلى تلمسان. وقد اعترف المتهم ''غ،وحيد'' خلال جلسة المحاكمة أمام القاضي بالوقائع المنسوبة إليه وهي التصريحات نفسها التي أدلى بها لدى سماعه من طرف الضبطية القضائية وقاضي التحقيق أيضا، وقد أشار بأصابع الاتهام وحمل كامل المسؤولية لخاله بصفته صاحب الصفقة، مضيفا انه تقبلها بسبب ديونه، أما عن مبلغ 13 أورو فقد صرح أنه ثمن المواصلات وليس ثمن الكيلو غرام الواحد، وهو التصريح الذي رفضه القاضي واعتبر العكس، ليقاطعه دفاع المتهم ''سيليني عبد المجيد'' وحدثت بشأنها مشادات لسانية لسبب امتناع هذا الأخير لمحاولة مغالطة القاضي لموكله وأمره بأن لا يجيب عن أسئلة المحكمة، ليقرر القاضي الانسحاب من الجلسة دون أن تتم محاكمة باقي المتهمين.