تواصلت أمس الاربعاء الإشتباكات والهجمات المضادة بين القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافي وقوات المعارضة في الوقت الذي يستأنف فيه مجلس الأمن الدولي جلسته الطارئة حول مشروع القرار الذى تقدمت به لبنان، وفرنسا، وبريطانيا، والجامعة العربية لفرض منطقة حظر طيران على الأجواء الليبية. وفيما تواصل القوات الحكومية تقدمها نحو مدينية بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا بعد ان سيطرت على مدينة أجدابيا التي تبعد 800 كيلومتر عن العاصمة طرابلس لا يزال الخلاف بين الدول الغربية بشأن التعامل مع الملف الليبي سيد الموقف. وقامت القوات الموالية للعقيد معمر القذافى حسب ما أكدته وسائل الاعلام بشن هجوم على مدينة مصراتة غرب البلاد التى يسيطر عليها المعارضون مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى على الأقل ونحو عشرة جرحى. وأكد سيف الاسلام القذافى ابن العقيد معمر القذافى »ان العمليات العسكرية انتهت وكل شىء سينتهى خلال 48 ساعة لأن القوات الليبية تشارف على الدخول إلى مدينة بنغازى التى تعتبر معقل الثوار«، وقال ان القوات تشارف على الدخول إلى بنغازى وأيا يكن قرار مجلس الامن »فسيكون متأخرا جدا«. وفي هذا السياق ذكرت وكالة الانباء الليبية ان مدينة بنغازي (شرق) بدأت في الخروج إلى الشوارع والميادين، رافعة الرايات الخضراء وصور العقيد معمر القذافى مضيفة أنه تم رفع الراية الخضراء فوق شركة المياه في طبرق وإن الموقف تحت سيطرة لقيادات والفاعليات الشعبية حتى منفذ السلوم. ويزداد المشهد الأمني في ليبيا تأزما في ظل انقسام مجموعة الثمانية الغربية بخصوص إتخاذ قرار موحد وواضح وحتى الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية لم تتمكنا من إيجاد مخزج للأزمة في ظل الموقف الروسى المعارض للتدخل العسكرى فضلا عن التحفظات أو التشكيك الذي تبديه الولاياتالمتحدة وألمانيا في جدوى إقامة منطقة حظر جوى على البلاد. وبخصوص الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي، أكد السفير جيرارد أرو مندوب فرنسا الدائم لدي الأممالمتحدة تعاون جميع أعضاء المجلس بشأن مشروع القرارلفرض منطقة حظر طيران على الأجواء الليبية وعلى موافقتهم عليه من حيث المبدأ مشيرا إلى أنه »سيتم خلال جلسة أمس التفاوض بالشكل المعتاد حول المسودة«. ويتضمن مشروع القرار إلى جانب الجزء الخاص بالحظر الجوي، قسما ثانيا يتعلق بتشديد العقوبات المفروضة علي ليبيا بموجب القرار رقم: 1970، وتوسيع هذه العقوبات. وتتزايد المطالبة الدولية والعربية بفرض حظر جوى على ليبيا وتقود فرنسا وبريطانيا حملة لحشد التأييد لفرض الحظر الجوى الذى قد يعنى امكانية تدخل طائرات حلف شمال الأطلسى الناتو لمنع الطيران الليبى من الاستمرار في قصف قوات المعارضة والذي راح ضحيته مدنيين. وفي هذا السياق جدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله تشككه من مسألة فرض حظر جوي فوق ليبيا وقال إن هذه المسألة تطرح أسئلة ومشكلات عديدة تفوق بكثير الحلول التي يمكن أن تنتج عنها.. إلا أنه شدد على ضرورة تشديد العقوبات الدولية على نظام العقيد معمر القذافي. أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فقد أكد على أن »العديد من الدول العربية مستعدة للمشاركة بشكل فعال في عملية عسكرية« في ليبيا معتبرا أن الوقت لم يعد متأخرا بالنسبة للمجتمع الدولى للتدخل وأن التهديد باستخدام القوة ضد معمر القذافى هو الأمر الوحيد الذى يمكن أن يوقفه. وأشار جوبيه إلى أن فرنسا مع بريطانيا ولبنان، تقدموا بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولى من أجل الحصول على التفويض المطلوب في هذا الصدد، مضيفا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى دافيد كاميرون وجها نداء رسميا للدول الأعضاء بمجلس الأمن للنظر في مشروع القرار والموافقة عليه. من جهتها استبعدت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها فرانكو فراتينى »أى تدخل عسكرى فى ليبيا« موضحة ان »الأمر ليس خيارا ممكنا« وأنه »لا ينبغى أن تنشب حرب، ولا ينبغى على المجتمع الدولى أن يفعل ذلك وأنه يفضل الدعوة إلى عقد قمة فى الأسابيع القليلة القادمة لزعماء من الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقى الأطراف الثلاثة التى يمكنها أن تحدث اختلافا فى ليبيا«. وتعليقا على تصريحات وزيرالخارجية الفرنسي بشأن فرض حظر بحري وتدابير أخرى ضد ليبيا قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف: أن مجلس الأمن »لم يتلق أية اقتراحات محددة بهذا الشأن«. ووسط المخاوف الدولية حيال الوضع في ليبيا أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الاله الخطيب مجددا ضرورة وقف العنف بشكل فورى فى ليبيا مثلما دعا السلطات الليبية إلى التعاون فى مجال حقوق الانسان.