خصصت صحيفة «الشاهد» الكويتية، صفحتها الأولى في عددها الصادر امس الأربعاء، لحوار، يعد الأول من نوعه على المستوى العربي، أجرته مع الرئيس السوري بشار الأسد، في مؤشر جديد على أن النظام السوري يستعيد دوره ومكانته. وكان الأسد أدلى بحوارات لوسائل إعلام أجنبية مختلفة، لكنه امتنع عن إجراء أي حوار لوسيلة إعلامية عربية، بعدما قرر وزراء الخارجية العرب في نوفمبر 2011، تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وما تبع ذلك من «عداوة إعلامية وسياسية معلنة وصاخبة» بين النظام السوري والدول العربية. وقد أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه سيسدل قريبا جدا «الستار على الحرب الإرهابية»، معبرا عن ثقته بأن اللعبة السياسية تتغير، وسوريا ستعود إلى «دورها المحوري العروبي». وشدد الأسد في حديث لصحيفة «الشاهد» الكويتية، على أن الدولة السورية ستبسط قريبا جدا حكمها وقانونها على جميع الأراضي السورية، «ولن نترك شبرا واحدا من سوريا العروبة خارج السيادة الوطنية». ولفت الأسد إلى وجود «تفاهم كبير» بين سوريا وعدد كبير من الدول العربية، مضيفا أن هناك دولا غربية قد بدأت تخطط وتجهز لفتح سفاراتها، كما أن هناك وفودا غربية وعربية سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية أو صناعية قد بدأت بالفعل بالقدوم إلى دمشق لترتيب عودة دولها إلى سوريا. ووجه الأسد انتقادات شديدة للإعلام العربي، وقال إنه «انساق وراء المؤسسات الصهيونية الأمريكية التي تحرص كل الحرص على تشويه صورة دول الشرق الأوسط، وبالأخص سوريا»، مشيرا إلى أن حربهم الإعلامية كانت شرسة جدا من خلال الأكاذيب والافتراءات، فضاع الناس بين الحق والباطل». وفي المقابل، أشاد الأسد بالدور «المشرف» للإعلام الكويتي في هذا الخصوص، كما أشاد بموقف الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قمم المانحين لدعم الشعب السوري. بوتين مع انسحاب كل القوات الأجنبية والروسية شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس الأربعاء، على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية بما في ذلك القوات الروسية من سوريا بعد الانتصار على الإرهاب. وقال بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو، «من الضروري السعي لانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا بما في ذلك الروسية بموافقة دمشق». وأضاف الرئيس الروسي أن على «الولاياتالمتحدة أن تحصل على تفويض أممي أو دعوة من دمشق لتواجد قواتها في سوريا». جدير بالذكر أن تصريحات الرئيس بوتين جاءت بعد ثلاثة أيام من الذكرى السنوية الثالثة لبدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، والتي غيرت ميزان القوى وسير تطورات الأزمة السورية ميدانيا وسياسيا. وعلى عكس الولاياتالمتحدة، فقد دخلت القوات الروسية بدعوة من دمشق إلى سوريا لمكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، والمساهمة في إيجاد تسوية سياسية لأزمة سوريا التي طالت تداعياتها المدمرة القريب والبعيد. وبدعم من القوات الجوية الروسية، تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة السيطرة على 75% من أراضي سوريا.