يتوجه البرازيليون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم من بين 13 مرشحا في جولة أولى من الانتخابات الرئاسية التي تقدم نوايا التصويت فيها بحسب آخر استطلاع للرأي، مرشح اليمين المتشدد المثير للجدل جايير بولسونارو. وفي بلد يشهد انقساما كبيرا وأجواء متوترة، اتخذت السلطات إجراءات أمنية استثنائية مع نشر 280 ألف رجل أمن لتأمين الاقتراع الرئاسي في 83 ألف مكتب تصويت. ترامب البرازيل ويتصدر نتائج استطلاعات الرأي مرشح أقصى اليمين جايير بولسونارو -وهو من الحزب الليبرالي الاجتماعي- بنسبة 39%. ويتبنى بولسونارو(63 عاما)آراء وصفت بالصادمة للمجتمع البرازيلي تشجع على استخدام عنف أكبر لضبط الأمن، وتنظر بإيجابية إلى فترة الانقلاب العسكري، ويعد بالسماح للجميع باقتناء السلاح دفاعا عن النفس، إضافة إلى اعتراضه على استقبال اللاجئين والمطالبة بمراجعة القوانين المتعلقة بهم، ودعمه الكبير لإسرائيل وتعهده بنقل السفارة البرازيلية إلى القدس وإغلاق سفارة فلسطين في العاصمة برازيليا حال فوزه. وقد حاز على لقب «ترامب البرازيل»، وهو لقب أبدى سعادته به، في حين ارتفعت شعبيته بقوة إثر نجاته من طعن بسكين في البطن أثناء إحدى جولاته الانتخابية وسط البرازيل. مرشح لبناني أما المرشح الثاني بحسب استطلاعات الرأي بنسبة 25% فهو فرناندو حداد عن حزب العمال، اختاره الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا بديلا عنه بعد منعه من المشاركة في الانتخابات. وينحدر حداد (55 عاما) من أصول لبنانية أرثوذكسية من قرية عين عطا البقاعية، وهو أستاذ جامعي، تقلد منصب وزير التربية والتعليم بين عامي 2005 و2012، وانتخب عمدة لولاية ساوباولو. ويعد حداد رفيق نضال الرئيس لولا في الحزب، ويسعى للاستفادة من شعبية الأخير عبر حملة ضخمة قام بها حزبه تحت عنوان «حداد هو لولا.. نحو إعادة الفرح للبرازيل» ، وقدم برنامجا يعتمد على استكمال مشاريع حكومات حزبه وتطويرها، خاصة في مجال دعم حقوق العمال والصحة والتعليم، في الوقت الذي تتعرض فيه تلك الحكومات لاتهامات كبيرة بالفساد. الاقتصاد أولا أما مرشح حزب العمال الديمقراطي سيرو جوميز (61 عاما) فهو محام شهير من يسار الوسط، وحليف سابق لحزب العمال وثالث أقوى المرشحين الرئاسيين بنسبة 11%. ويقول جوميز إنه يسعى لتحسين الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البرازيل والحد من التضخم ودعم العملة البرازيلية، في حين يتهمه البعض بالتأثير على مرشح اليسار فرناندو حداد، مما قد يساهم في فوز المرشح اليميني. أزمات داخلية الغموض في توقعات نتائج الانتخابات ومستقبل البلاد يأتي في ظل أزمات متشابكة تعصف بها بدأت منذ الكشف عن أكبر فضيحة فساد تعرف ب»لافا جاتو» عام 2015 والتي أطاحت برئيسة البلاد السابقة عن حزب العمال ديلما روسيف بعد إعادة انتخابها ليتسلم الحكم نائبها ذو الأصول اللبنانية ميشال تامر الذي وصف حكمه بأنه الأسوأ في تاريخ الجمهورية. وانعكس ذلك سلبا على سعر صرف العملة الوطنية (الريال البرازيلي) أمام الدولار، وارتفاعا في معدلات التضخم ونسب البطالة، إضافة إلى زيادة معدلات الجريمة وتجارة الممنوعات.