أوضح رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية ورقلة جمال معمري في حديث ل»الشعب» أن مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات هذه السنة تستدعي مواصلة العملية التحسيسية مع وجوب اليقظة الصحية لدى ممارسي الصحة والمواطن على حد سواء، وذلك على إثر تسجيل حالات حمى المستنقعات بالولايات المجاورة، ومع تهديدات حمى غرب النيل بدول مجاورة، مؤكدا على وفرة الدواء المضاد للملاريا (حمى المستنقعات) وتنبيه الأطباء العامون إلى ضرورة طلب التحاليل البيلوجية في حالة وجود حمى غير معروفة المصدر. أكد معمري أن ولاية ورقلة معروفة منذ القدم بالبيئة الملائمة لتطور هذا الوباء مناخيا و جغرافيا، وقد سجلت الإحصائيات إصابة 18 حالة أدت إلى وفاة شخص واحد سنة 2015 وفي عام 2016 تم تسجيل 12 حالة تركزت كلها بمدينة ورقلة (دوائر ورقلة، أنقوسة، سيدي خويلد) وبفضل تكاتف وتنسيق الجهود بين مختلف القطاعات لم تسجل أي حالة سنة 2017 ولكن هذا لا يدعونا -كما أكد رئيس مصلحة الوقاية- لمراوحة مكاننا بل بالعكس تماما، يتطلب منا يقظة حثيثة حتى نتفادى ظهور حالات هذا العام خاصة مع عوامل الخطورة المحدقة هذه السنة بعد ما شهده هذا الموسم من تساقط كمية معتبرة للأمطار مما ساهم في تكوين برك مائية بجوار التجمعات السكانية مع ارتفاع منسوب المياه، والتي تعتبر الحاضن الأساسي ليرقات البعوض الذي يتكاثر بقوة خاصة بداية شهر سبتمبر إلى ديسمبر. وأشار الدكتور جمال معمري إلى أنه بفضل برنامج الإستراتيجية الوطنية كان هناك انخفاض واضح في عدد الحالات إلا أن مصالح الصحة تسعى إلى المحافظة على تسجيل 0 حالة محلية، كما أن هناك عمل ميداني حالي يتمثل في كشف حاملي المرض قبل ظهور الأعراض في إطار المتابعة البيولوجي حيث تم لحد الساعة اكتشاف 16 حالة كلها من ولاية مجاورة تلقوا العلاج بالمستشفى وخرجوا بصحة جيدة لأنهم هم من يشكلون حواضن الطفيلي كما أن هناك عمل متخصص في علم الحشرات على مستوى كل التجمعات المائية للبحث عن وجود محتمل ليرقات بعوض الأنوفال. واعتبر ذات المسؤول أن تحقيق الهدف في الحفاظ على عدم تسجيل أي حالة محلية يتطلب أيضا من ممارسي قطاع الصحة الحرص على التكفل السريع بالحالات المسجلة، مع وجوب التشخيص المبكر للمرض، خاصة الأطباء العامون بالقطاع العام والخاص والذين يتوجب عليهم طلب التحاليل البيولوجية مباشرة في حالة الشك بالحالة خاصة إذا كانت عبارة عن حمى غير معروفة المسبب أو كان مريضا قادما من ولاية سجلت حالات لحمى المستنقعات. وأضاف محدثنا أن طرق مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات كثيرة ومن شأنها تحقيق فعالية أكبر إذا تم التعاون والعمل عليها بشكل متكامل وبالتشارك والتنسيق بين مختلف القطاعات والسلطات المحلية وبتحلي المواطن بروح الإيجابية المطلوبة بالإضافة إلى انخراط جميع الفاعلين من جمعيات وسلطات محلية وأئمة مساجد للتعاون والتحسيس حول الموضوع، وتتوضح عملية القضاء على هذا المرض من خلال المكافحة الكيميائية والتي تكون بإشراف من مكتب حفظ الصحة والنظافة بالبلدية وذلك بالتنسيق مع المؤسسة الخاصة المتواجدة حاليا بالولاية، المكافحة الفيزيائية التي تكون عادة بالتنسيق مع القطاعات المعنية (الفلاحة، الري، الجزائرية للمياه، الأشغال العمومية، السكن، البيئة، المقاولات الخاصة......)، ناهيك عن المكافحة البيولوجية والتي تكون بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية، والتي تتمثل في زرع سمك القمبوزيا الآكلة ليرقات الناموس في الخنادق النظيفة والبحيرات.